للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

، فَالْمَغْرُورُ الْمَائِقُ الْمَذْمُومُ عِنْدَ الْخَلَائِقِ النَّادِمُ فِي الْعَوَاقِبِ الْمَحْطُوطُ عَنِ الْمَرَاتِبِ مَنِ اغْتَرَّ بِالنَّاسِ وَلَمْ يَحْسِمْ رَجَاءَهُ بِالْيَأْسِ وَلَمْ يُظْلِفْ قَلْبَهُ بِشِدَّةِ الِاحْتِرَاسِ، فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنَ النَّاسِ فَقَدْ قَلَّ النَّاسُ وَبَقِيَ النَّسْنَاسُ، ذِئَابٌ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ، إِنِ اسْتَفْرَدْتَهُمْ حَرَمُوكَ، وَإِنِ اسْتَنْصَرْتَهُمْ خَذَلُوكَ وَإِنِ اسْتَنْصَحْتَهُمْ غَشُّوكَ، وَإِنْ كُنْتَ شَرِيفًا حَسَدُوكَ وَإِنْ كُنْتَ وَضِيعًا حَقَرُوكَ، وَإِنْ كُنْتَ عَالِمًا ضَلَّلُوكَ وَبَدَّعُوكَ، وَإِنْ كُنْتَ جَاهِلًا عَيَّرُوكَ وَلَمْ يُرْشِدُوكَ إِنْ نَطَقْتَ قَالُوا مِكْثَارٌ مِهْذَارٌ صَفِيقٌ وَإِنْ سَكَتَّ قَالُوا غَبِيُّ بَلِيدٌ بَطِيءٌ، وَإِنْ تَعَمَّقْتَ قَالُوا مُتَكَلِّفٌ مُتَعَمِّقٌ، وَإِنْ تَغَافَلْتَ قَالُوا جَاهِلٌ أَحْمَقُ، فَمُعَاشَرَتُهُمْ دَاءٌ وَشَقَاءٌ وَمُزَايَلَتُهُمْ دَوَاءٌ وَشِفَاءٌ، وَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي الدَّوَاءِ مَرَارَةٌ وَكَرَاهَةٌ، فَاخْتَرِ الدَّوَاءَ بِمَرَارَتِهِ وَكَرَاهَتِهِ عَلَى الدَّاءِ بِغَائِلَتِهِ وَآفَتِهِ. وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ

<<  <   >  >>