كتاب العزلة للخطابي

باب في ترك الاعتداد بعوام الناس وقلة الاكتراث بهم والتحاشي لهم - ص: 78

أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ زُهَيْرٍ قَالَ: قِيلَ لِلثَّوْرِيِّ: " لِمَ تَتَمَنَّى الْمَوْتَ وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ؟ فَقَالَ سُفْيَانُ: لَوْ سَأَلَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ لَقُلْتُ: يَا رَبِّ لِثِقَتِي بِكَ وَخَوْفِي مِنَ النَّاسِ. وَقَالَ: لِأَنِّي لَوْ خَالَفْتُ وَاحِدًا فِي رُمَّانَةٍ فَقُلْتُ حُلْوَةٌ وَقَالَ: مُرَّةٌ لَخِفْتُ أَنْ يُشَاطَ دَمِي" أَنْشَدَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ قَالَ أَنْشَدَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا لِمَنْصُورِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ:

[البحر الكامل]

قَدْ قُلْتُ إِذَا مَدَحُوا الْحَيَاةَ فَأَكْثَرُوا ... فِي الْمَوْتِ أَلْفُ فَضِيلَةٍ لَا تُعْرَفُ

مِنْهَا أَمَانُ لِقَائِهِ بِلِقَائِهِ ... وَفِرَاقُ كُلِّ مُعَاشِرٍ لَا يُنْصِفُ

قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ وَأَنْشَدُونَا أَيْضًا لَهُ:

[البحر البسيط]