١٢٨٦ - قَالَ جَرَّاحٌ، عَنْ أَرْطَاةَ،: " فَالْمَلْحَمَةُ الْأُولَى فِي قَوْلِ دَانْيَالَ تَكُونُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، يَخْرُجُونَ بِسُفُنِهِمْ فَيَسْتَغِيثُ أَهْلُ مِصْرَ بِأَهْلِ الشَّامِ، فَيَلْتَقُونَ فَيَقْتَتِلُونَ قِتَالًا شَدِيدًا، فَيَهْزِمُ الْمُسْلِمُونَ الرُّومَ بَعْدَ جَهْدٍ شَدِيدٍ، ثُمَّ يُقِيمُونَ عَلَيْهَا وَيَجْمَعُونَ جَمْعًا عَظِيمًا، ثُمَّ يُقْبِلُونَ فَيَنْزِلُونَ يَافَا فِلَسْطِينَ، عَشْرَةَ أَمْيَالٍ، وَيَعْتَصِمُ أَهْلُهُ بِذَرَارِيِّهِمْ فِي الْجِبَالِ، فَيَلْقَاهُمُ الْمُسْلِمُونَ فَيَظْفَرُونَ بِهِمْ، وَيَقْتُلُونَ مَلِكَهُمْ ⦗٤٤٦⦘، وَالْمَلْحَمَةُ الثَّانِيَةُ: يَجْمَعُونَ بَعْدَ هَزِيمَتِهِمْ جَمْعًا أَعْظَمَ مِنْ جَمْعِهِمُ الْأَوَّلِ، ثُمَّ يُقْبِلُونَ فَيَنْزِلُونَ عَكَّا، وَقَدْ هَلَكَ مُلِكُهُمُ ابْنُ الْمَقْتُولِ، فَيَلْتَقِي الْمُسْلِمُونَ بِعَكَّا، وَيُحْبَسُ النَّصْرُ عَنِ الْمُسْلِمِينَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَيَسْتَغِيثُ أَهْلُ الشَّامِ بِأَهْلِ الْأَمْصَارِ، فَيُبْطِئُونَ عَنْ نَصْرِهِمْ، فَلَا يَبْقَى يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ حُرٌّ وَلَا عَبْدٌ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ إِلَّا أَمَدَّ الرُّومَ، فَيَفِرُّ ثُلُثُ أَهْلِ الشَّامِ، وَيُقْتَلُ الثُّلُثُ، ثُمَّ يَنْصُرُ اللَّهُ الْبَقِيَّةَ فَيَهْزِمُونَ الرُّومَ هَزِيمَةً لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهَا، وَيَقْتُلُونَ مَلِكَهُمْ، وَالْمَلْحَمَةُ الثَّالِثَةُ: يَرْجِعُ مَنْ رَجَعَ مِنْهُمْ فِي الْبَحْرِ، وَيَنْضَمُّ إِلَيْهِمْ مَنْ كَانَ فَرَّ مِنْهُمْ فِي الْبَرِّ، وَيُمَلِّكُونَ ابْنَ مَلِكِهِمُ الْمَقْتُولِ، صَغِيرًا لَمْ يَحْتَلِمْ، وَتُقْذَفُ لَهُ مَوَدَّةٌ فِي قُلُوبِهِمْ، فَيُقْبِلُ بِمَا لَمْ يُقْبِلْ بِهِ مَلِكَاهُمُ الْأَوَّلَانِ مِنَ الْعَدَدِ، فَيَنْزِلُونَ عَمْقَ أَنْطَاكِيَةَ، وَيَجْتَمِعُ الْمُسْلِمُونَ فَيَنْزِلُونَ بِإِزَائِهِمْ، فَيَقْتَتِلُونَ شَهْرَيْنِ، ثُمَّ يُنَزِّلُ اللَّهُ نَصْرَهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَيَهْزِمُونَ الرُّومَ، وَيَقْتُلُونَ فِيهِمْ وَهُمْ هَارِبُونَ طَالِعُونَ فِي الدَّرْبِ، ثُمَّ يَأْتِيهُمْ مَدَدٌ لَهُمْ، فَيَقِفُونَ وَئِيدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَتَكِرُّ عَلَيْهِمْ كَرَّةً فَيَقْتُلُونَهُمْ وَمَلِكَهُمْ، وَتَنْهَزِمُ بَقِيَّتُهُمْ، فَيَطْلُبُهُمُ الْمُهَاجِرُونَ فَيَقْتُلُونَهُمْ قَتْلًا ذَرِيعًا، فَحِينَئِذٍ يَبْطُلُ الصَّلِيبُ، وَيَنْطَلِقُ الرُّومُ إِلَى أُمَمٍ مِنْ وَرَائِهِمْ مِنَ الْأَنْدَلُسِ، فَيَقْتُلُونَ بِهِمْ حَتَّى يَنْزِلُوا الدَّرُوبَ، فَيَتَمَيَّزُ الْمُهَاجِرُونَ نِصْفَيْنِ، فَيَسِيرُ نِصْفٌ فِي الْبَرِّ نَحْوَ الدَّرْبِ، وَالنِّصْفُ الْآخَرُ يَرْكَبُونَ فِي الْبَحْرِ، فَيَلْتَقِي الْمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ فِي الْبَرِّ وَمَنْ فِي الدَّرْبِ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَيُظْفِرُهُمُ اللَّهُ بِعَدِوِّهِمْ فَيَهْزِمُهُمْ هَزِيمَةً أَعْظَمَ مِنَ الْهَزَائِمِ الْأُولَى، وَيُوَجِّهُونَ الْبَشِيرَ إِلَى إِخْوَانِهِمْ فِي الْبَحْرِ، إِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْمَدِينَةُ، فَيُسَيِّرُهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ سِيرَةً حَتَّى يَنْزِلُوا عَلَى الْمَدِينَةِ فَيَقْتَحِمُونَهَا وَيُخْرِبُونَهَا، ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْدَلُسٌ وَأُمَمٌ، فَيَجْتَمِعُونَ فَيَأْتُونَ الشَّامَ فَيَلْقَاهُمُ الْمُسْلِمُونَ فَيَهْزِمُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute