١٥٢٦ - قَالَ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ: وَحَدَّثَنِي جَرَّاحٌ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: " الدَّجَّالُ بَشَرٌ وَلَدَتْهُ امْرَأَةٌ، وَلَمْ يَنْزِلْ شَأْنِهِ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، وَلَكِنْ ذُكِرَ فِي كُتُبِ الْأَنْبِيَاءِ، يُولَدُ فِي قَرْيَةٍ بِمِصْرَ يُقَالُ لَهَا قُوصُ، يَكُونُ بَيْنَ مَوْلِدِهِ وَمَخْرَجِهِ ثَلَاثُونَ سَنَةً، فَإِذَا ظَهَرَ خَرَجَ إِدْرِيسُ وَخُنُوكُ يَصْرُخَانِ فِي الْمَدَائِنِ وَالْقُرَى: إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ، فَإِذَا أَقْبَلَ أَهْلُ الشَّامِ لِخُرُوجِهِ تَوَجَّهَ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، ثُمَّ يَنْزِلُ عِنْدَ بَابِ دِمَشْقَ الشَّرْقِيِّ، ثُمَّ يُلْتَمَسُ فَلَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُرَى عِنْدَ الْمَنَارَةِ الَّتِي عِنْدَ نَهَرِ الْكِسْوَةِ، ثُمَّ يُطْلَبُ فَلَا يُدْرَى أَيْنَ سَلَكَ، فَيُنْسَى ذِكْرُهُ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَشْرِقَ فَيَظْهَرُ وَيَعْدِلُ، ثُمَّ يُعْطَى الْخِلَافَةَ، فَيُسْتَخْلَفُ، وَذَلِكَ عِنْدَ خُرُوجِ الْمَسِيحِ، وَيُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ، حَتَّى يَتَعَجَّبَ النَّاسُ، ثُمَّ يُظْهِرُ السَّحَرَ، وَيَدَّعِي النُّبُوَّةَ، فَيَفْتَرِقُ عَنْهُ النَّاسُ ⦗٥٤٢⦘ وَيُفَارِقُهُ أَهْلُ الشَّامِ، فَيَفْتَرِقُ عَلَيْهِ أَهْلُ الْمَشْرِقِ ثَلَاثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالشَّامِ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْأَعْرَابِ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِهِ، فَيُقْبِلُ بِمَنْ مَعَهُ " قَالَ كَعْبٌ: وَهُمْ أَرْبَعُونَ أَلْفًا، وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: سَبْعُونَ أَلْفًا، وَيَأْتِي الْأُمَمَ فَيَسْتَمِدُّهُمْ عَلَى أَهْلِ الشَّامِ فَيُجِيبُونَهُ، وَتُجْمَعُ إِلَيْهِ الْيَهُودُ جَمِيعًا، فَيَسِيرُ نَحْوَ الشَّامِ، مُقَدِّمَتُهُ الْعِصَابَةُ الْمَشْرِقِيَّةُ، مَعَهُمْ أَعْرَابُ جَدِيسٍ، عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ، فَيَفْزَعُ أَهْلُ الشَّامِ فَيَهْرُبُونَ إِلَى الْجِبَالِ، وَمَأْوَى السِّبَاعِ، اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنَ الرِّجَالِ، وَسَبْعَةُ آلَافِ امْرَأَةٍ، عَامَّتُهُمْ إِلَى جَبَلِ الْبَلْقَاءِ، قَدِ اعْتَصَمُوا بِهِ، لَا يَجِدُونَ مَا يَأْكُلُونَ غَيْرَ شَجَرِ الْمِلْحِ، وَتَهْرُبُ عَنْهُمُ السِّبَاعُ إِلَى السَّهْلِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِي الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ فَيَسْكُنُهَا، ثُمَّ يَتَرَاسَلُونَ فَيُقْبِلُونَ سِرَاعًا، حَتَّى يَنْزِلُوا غَرْبِيَّ الْأُرْدُنِّ، عِنْدَ نَهَرِ أَبِي فُطْرُسٍ، يَنْطَوِي إِلَيْهِمْ كُلُّ فَارٍّ مِنَ الدَّجَّالِ، وَيُعَبِّئُونَ مَسْلَحَةً عِنْدَ الْمَنَارَةِ الَّتِي غَرْبِيَّ الْأُرْدُنِّ، وَيُقْبِلُ الدَّجَّالُ فَيَهْبِطُ مِنْ عَقَبَةِ أَفِيقَ، فَيَنْزِلُ شَرْقِيَّ الْأُرْدُنِّ، فَيَحْصُرُهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَيَأْمُرُ نَهَرَ أَبِي فُطْرُسٍ فَيَسِيلُ إِلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: ارْجِعْ فَيَرْجِعْ إِلَى مَكَانِهِ، وَيَقُولُ: أَيْبِسْ فَيَيْبَسْ، وَيَأْمُرُ جَبَلَ ثَوْرٍ وَجَبَلَ طُورِ زِيتَا أَنْ يَنْتَطِحَا فَيَنْتَطِحَانِ، وَيَأْمُرُ الرِّيحَ فَتُثِيرُ السَّحَابَ مِنَ الْبَحْرِ، فَتُمْطِرُ الْأَرْضَ فَتُنْبِتُ، وَيَأْمُرُ إِبْلِيسَ الْأَكْبَرَ ذُرِّيَّتَهُ بِاتِّبَاعِهِ، فَيُظْهِرُونَ لَهُ الْكُنُوزَ، فَلَا يَمُرُّونَ بِخَرِبَةٍ وَلَا أَرْضٍ فِيهَا كَنْزٌ إِلَّا نُبِذَ إِلَيْهِ كَنْزُهُ، وَمَعَهُ قَبِيلٌ مِنَ الْجِنِّ، فَيَتَشَبَّهُونَ بِمَوْتَى النَّاسِ، وَيَقُولُ: أَنَا أَبْعَثُ مَوْتَاكُمْ فَيُشَبَّهُونَ بِمَوْتَاهُمْ، فَيَقُولُ الْحَمِيمُ لِحَمِيمِهِ: أَلَمْ أَمُتْ وَقَدْ حَيِيتُ؟، وَيَخُوضُ الْبَحْرُ فِي الْيَوْمِ ثَلَاثَ خَوْضَاتٍ، فَلَا يَبْلُغُ حِقْوَيْهِ، فَيُمَيَّزُ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُنَافِقُونَ وَالْكَافِرُونَ، وَالْهَرَبُ عَنْهُ خَيْرٌ مِنَ الْمَقَامِ بَيْنَ يَدَيْهِ، لِلْمُتَكَلِّمِ يَوْمَئِذٍ بِكَلِمَةٍ يُخْلِصُ بِهَا مِنَ الْأَجْرِ كَعَدَدِ رَمْلِ الدُّنْيَا، وَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْكُفْرِ، فَمَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ أَضَاءَتْ قُبُورُهُمْ فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ وَاللَّيْلِ الدَّامِسِ قَالَ كَعْبٌ: فَإِذَا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ قَتْلَهُ، وَلَا أَصْحَابَهُ ⦗٥٤٣⦘، سَارُوا غَرْبِيَّ الْأُرْدُنِّ الَّتِي بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَيُبَارَكُ لَهُمْ فِي ثَمَرِهَا، وَيَشْبَعُ الْآكِلُ مِنَ الشَّيْءِ الْيَسِيرِ لَعَظِيمِ بَرَكَتِهَا، وَيَشْبَعُونَ فِيهَا مِنَ الْخُبْزِ وَالزَّيْتِ، وَيَتْبَعُهُمُ الدَّجَّالُ، وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيَقُولُ: أَنَا الرَّبُّ، فَيَقُولُ لَهُ أَحَدُهُمَا: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ الْآخَرُ لِصَاحِبِهِ: صَدَقْتَ، وَصِفَتُهُ أَنَّهُ أَفْحَجُ، أَصْهَبُ، مُخْتَلِفُ الْحَلْقِ، مَطْمُوسُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى، إِحْدَى يَدَيْهِ أَطْوَلُ مِنَ الْأُخْرَى، يَغْمِسُ الطَّوِيلَةَ مِنْهَا فِي الْبَحْرِ فَيَبْلُغُ قَعْرَهُ، فَتُخْرِجُ مِنَ الْحِيتَانِ، يَسِيرُ أَقْصَى الْأَرْضِ وَأَدْنَاهَا فِي يَوْمَيْنِ، خُطْوَتُهُ مَدُّ بَصَرِهِ، وَتُسَخَّرُ لَهُ الْجِبَالُ وَالْأَنْهَارُ وَالسَّحَابُ، وَيَأْتِي الْجَبَلَ فَيَقُودُهُ، وَيُدْرِكُ زَرْعُهُ فِي يَوْمٍ، وَيَقُولُ لِلْجِبَالِ: تَنَحَّيْ عَنِ الطَّرِيقِ، فَتَفْعَلُ، وَيَجِيءُ إِلَى الْأَرْضِ فَيَقُولُ: أَخْرِجِي مَا فِيكَ مِنَ الذَّهَبِ، فَتَلْفَظُهُ كَالْيَعَاسِيبِ، وَكَأَعْيُنِ الْجَرَادِ، وَمَعَهُ نَهَرُ مَاءٍ، وَنَهَرُ نَارٍ، جَنّتُهُ خَضْرَاءُ، وَنَارُهُ حَمْرَاءُ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ، وَجَنَّتُهُ نَارٌ، وَجَبَلٌ مِنْ خُبْزٍ، مَنْ أَلْقَاهُ فِي نَارِهِ لَمْ يَحْتَرِقْ، يَظْهَرُ عِنْدَ عَالِيَةَ مَرَّةً، وَعَلَى بَابِ دِمَشْقَ مَرَّةً، وَعِنْدَ نَهَرِ أَبِي فُطْرُسٍ مَرَّةً، وَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute