قَالَ
١٩٩١ - حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ قَالَ: ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ جَرَّاحٍ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، قَالَ: " بَلَغَنَا أَنَّ نَاثًا كَانَ نَبِيًّا، وَأَنَّهُ ذَكَرَ الدَّهْرَ فَقَالَ: الدَّهْرُ سَبْعَةُ سَوَابِيعَ، وَالسَّابُوعُ سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ، وَالْعَدَانُ أَلْفُ سَنَةٍ، فَوَصَفَ الْقُرُونَ الْمَاضِيَةَ، فَبَيَّنَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِهَا حَتَّى انْتَهَى إِلَى آخِرِ الْقُرُونِ، فَقَالَ: إِذَا كَانَ عِنْدَ انْقِضَاءِ أَرْبَعِ عَدَانَاتِ مِنَ السَّابُوعِ الْآخِرِ وَلَدَتِ الْعَذْرَاءُ الْبَتُولُ، فَيَجِيءُ بِالْآيَاتِ، وَيُحْيِي الْمَوْتَى، وَيُرْفَعُ إِلَى السَّمَاءِ، وَتَخْتَلِفُ بَعْدَهُ الْأَهْوَاءُ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ بَعْدِهِ مَوْلِدُ الْأُمَّةِ الطَّرِيدَةِ اثْنَا عَشَرَ لِوَاءً، أَوَّلُهُمْ مَوْلِدُهُ فِي الْحَرَمِ، تُهَلِّلُ السَّمَاءُ لِمَوْلِدِهِ، وَتَسْتَبْشِرُ الْمَلَائِكَةُ لِمَخْرَجِهِ، فَيَظْهَرُ عَلَى جَمِيعِ الْأُمَمِ، مَنْ صَدَّقَهُ آمَنَ، وَمَنْ جَحَدَهُ كَفَرَ، يَظْهَرُ عَلَى فَارِسَ وَمَلِكِهَا، وَإِفْرِيقِيَّةَ وَسُورِيَّةَ، يَكُونُ ثَلَاثَةَ سَوَابِيعَ إِلَّا سُبْعَ سَابُوعٍ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ اللَّهُ حَمِيدًا، ثُمَّ يَمْلُكُ مِنْ بَعْدِهِ أُمَّتَهُ ضَعِيفٌ صَدُوقٌ قَصِيرُ الْحَيَاةِ، يَشْتَدُّ فِي ⦗٧٠٦⦘ خِلَافَتِهِ الْجُوعُ بِمِصْرَ، وَيَهْلِكُ مَلِكُ الْهِنْدِ، حَيَاتُهُ سُبْعَ سَابُوعٍ، ثُمَّ يَمْلُكُ مِنْ بَعْدِهِ الْقَوِيُّ الْعَادِلُ، وَيَفْتَحُ الشَّامَ، فَقْدُهُ مُصِيبَةٌ، حَيَاتُهُ سَابُوعٌ وَثُلُثَا سَابُوعٍ إِلَّا نِصْفَ سَابُوعٍ، ثُمَّ يَمْلُكُ بَعْدَهُ الْغَنِيُّ، فَيُقْتَلُ وَلَا يَظْفَرُ قَاتِلُهُ، حَيَاتُهُ سَابُوعَانِ إِلَّا سُبْعَ سَابُوعٍ، ثُمَّ يَمْلُكُ مِنْ بَعْدِهِ الرَّأْسُ فِي الْبَيْتِ الْأَكْبَرِ، يَجْمَعُ الْأَمْوَالَ، يَكُونُ عَلَى يَدَيْهِ مَلَاحِمُ كَثِيرَةٌ، فَوَيْلٌ لِلرَّأْسِ مِنَ الْأَجْنِحَةِ، وَوَيْلٌ لِلْأَجْنِحَةِ مِنَ الرَّأْسِ، حَيَاتُهُ ثَلَاثَةُ سَوَابِيعَ إِلَّا ثُلُثَ سُبْعِ سَابُوعٍ، ثُمَّ يَمْلُكُ مِنْ صُلْبِهِ الْأَمْرَدُ، تَيْبَسُ فِي زَمَانِهِ ثَمَرُ سُورِيَّةَ، وَيُهْلِكُ مَلِكَ رُومِيَّةَ، حَيَاتُهُ نِصْفُ سَابُوعٍ إِلَّا ثُلُثَ سُبْعِ سَابُوعٍ، ثُمَّ يَمْلُكُ مِنْ بَعْدِهِ الْجَبْهَةَ مِنْ بَيْتِ الرَّأْسِ الثَّانِي حَكِيمٌ مُتَأَنٍّ، يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ أَرْبَعَةُ مُلُوكٍ، حَيَاتُهُ ثَلَاثَةُ سَوَابِيعَ إِلَّا سُبْعَ سَابُوعٍ، ثُمَّ يَمْلُكُ مِنْ بَعْدِهِ الْمُصَابُ مِنْ صُلْبِهِ، يَهْلِكُ فِي زَمَانِهِ جُمْهُورُ الرُّومِ، وَتَكُونُ زَلْزَلَةٌ بِالشَّامِ حَتَّى يَنْهَدِمَ الْبُنْيَانُ، حَيَاتُهُ سَابُوعٌ وَثُلُثُ سَابُوعٍ إِلَّا نِصْفَ سُبْعِ سَابُوعٍ، ثُمَّ يَمْلُكُ مِنْ بَعْدِهِ الْمَرْوِيُّ لَا يَبْلُغُ مَا يَأْمَلُ، صَاحِبُ الْجَيْشِ الْأَعْظَمِ بِأَرْضِ الرُّومِ، حَيَاتُهُ ثُلُثُ سَابُوعٍ، ثُمَّ يَمْلُكُ الْأَشَجُّ، لَيْسَ فِي دِينِهِ خُدْعَةٌ، يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ، حَيَاتُهُ قَلِيلَةٌ، وَمَوْتُهُ مُصِيبَةٌ، تَكُونُ حَيَاتُهُ ثُلُثَ سَابُوعٍ ⦗٧٠٧⦘ ثُمَّ يَمْلُكُ مِنْ بَعْدِهِ الصَّلِفُ، هَادِمُ الْبُنْيَانِ، وَمُغَيِّرُ الصُّوَرِ، حَيَاتُهُ ثَلَاثَةُ سَوَابِيعَ إِلَّا ثُلُثَ سَابُوعٍ، ثُمَّ يَمْلُكُ مِنْ بَعْدِهِ الشَّابُّ ذُو الْجَرْوَيْنِ، فَيُقْتَلُ لَيْسَ لِقَاتِلِهِ بَقَاءٌ، يَفْشُو الْمَوْتُ فِي زَمَانِهِ فِي أَرْضِ مِصْرَ إِلَى الْفُرَاتِ، حَيَاتُهُ سُبْعُ سَابُوعٍ وَثُلُثُ سُبْعِ سَابُوعٍ، ثُمَّ تَهِيجُ رِيحُ الْجَوْفِ يَقُودُهَا جَبَّارٌ يُدَبِّرُهَا هَرْجًا سَابُوعًا إِلَّا سُبْعَ سَابُوعٍ، مَصْرَعُهُ بِأَرْضِ بَابِلَ، ثُمَّ تَهِيجُ عَلَيْهِ رِيحُ الْمَشْرِقِ، قُوَّادُهَا عَجَمٌ، وَسُوَّاسُهَا هُجْنٌ، يَقُودُهُمْ شَعْرُ الْحَاجِبَيْنِ، يَنْزِلُ بِجُمُعَةٍ بَيْنَ النَّهْرَيْنِ، فَيَرُوحُ بِجُمُعَةٍ إِلَى الثَّوْرِ، وَيَخْرُجُ الْجَبَّارُ فَيَتَّخِذُ الرِّجَالَ جُسُورًا، وَيَنْزِلُ الشَّامَ قَفْرًا، وَيَفْتَتِحُ الشَّامَ بِالسُّيُوفِ قَهْرًا، يُدَبِّرُهَا شَقْرَاءُ الْحَاجِبَيْنِ ثَلَاثَةَ سَوَابِيعَ وَثُلُثَيْ سَابُوعٍ، وَاسْمَاهُمَا اسْمٌ وَاحِدٌ، يَهْلِكُ أَحَدُهُمَا عَلَى فِرَاشِهِ، وَالْآخَرُ فِي حَرْبِهِ، قَدْ كَفَرَ بِرَبِّهِ، فَإِذَا كَثُرَ ظُلْمُهُمْ هَاجَ عَلَيْهَا رِيحُ الْمَشْرِقِ فَيُصَدِّعُ جُدُرَهَا بِمَنْبِتِ الزَّعْفَرَانِ، وَيَنْهَضُ الثَّوْرُ فَزِعًا مِمَّا يَأْتِيهِ، وَيَتْرُكُ أَرْضَهُ وَيَنْزِلُ مَدِينَةَ الْأَصْنَامِ، وَيَنْزِلُ صَاحِبُ الْمَشْرِقِ مَرِيضًا، فَيَنْهَضُ الثَّوْرُ بَيْنَ النَّهْرَيْنِ، عَلَامَتُهُ أَسْمَرُ، ضَرْبُ اللَّحْمِ، مُلَوَّنُ الْعَيْنَيْنِ، فَيَتَجَبَّرُ الْأَكَّارُ أَحَدًا وَعِشْرِينَ سَابُوعًا، وَذَلِكَ سَبْعٌ وَأَرْبَعُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ مِنْ ظُهُورِ قُرَيْشٍ عَلَى الشَّامِ، أَنَّ الْمَلِكَ الْغَرْبِيَّ قَدْ ثَارَ، وَتَمُدُّ الْأُمَمُ أَعْنَاقَهَا، فَإِنَّهُمْ لَعَلَى ذَلِكَ، إِذْ أَشْرَفَ رَضْخُ الْغَرْبِ يَسْفِي التُّرَابَ عَلَى الْمَشْرِقِ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ الثَّوْرُ جُنُودًا فَيَسِيرُ بِهِمْ فَيُلَاقُوهُ فَيُصْرَعُ لِوَجْهِهِ، وَيُصَيِّرُهَا مَعَهُ مَغْنَمًا، وَيَتَمَخَّضُ الْمَشْرِقُ مَخْضًا، وَيَنْزِلُ مَرْجَ صُفْرٍ، فَيَلْقَاهُ بِهَا الْأَسْمَرُ الْمَقْرُونُ الصَّغِيرُ الْعَيْنَيْنِ، فَيُقِضُّ اللَّهُ جَمْعَهُ ⦗٧٠٨⦘، ثُمَّ يَنْتَقِلُ عَنْ مَوْضِعِهِ، فَإِذَا كَانَ بَيْنَ الْعَيْنِ السُّخْنَةِ وَبَيْنَ الْخَرْقَدُونَةِ نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: الْوَيْلُ لَمَا بَيْنَ الْخَرْقَدُونَةِ وَالْعَيْنِ السُّخْنَةِ، فَتَبْكِي كُلُّ عَيْنٍ شُجُونَهَا، ثُمَّ يَرْحَلُ فَيَنْزِلُ وَسَطَ الْأَنْهَارِ فَيَخُوضُهَا الرِّجَالُ، وَيُقْتَلُ عَلَيْهَا الْجَبَّارُ، وَيُقْسَمُ هُنَاكَ الْمَالُ، ثُمَّ يَنْهَضُ إِلَى مَدِينَةِ الْأَصْنَامِ فَيَفْتَحُهَا عَنْوَةً، وَيَنْطَحُ الثَّوْرَ فِيهَا نَطْحَةً تُبْقَرُ مِنْهَا بَطْنُهُ، وَيُبَدِّدُ جَمْعَهُ، وَيَقْطَعُ بِهَا نَسْلَهُ، وَيَهْدِمُ مَا بَيْنَ بَابِ نَصِيبِينَ، وَيَبْعَثُ إِلَى الْمَشْرِقِ بِمَا اسْتَوْعَبَ كَارِهًا غَيْرَ طَائِعٍ، ثُمَّ يُقِيمُ ثُلُثَيْ سُبْعِ سَابُوعٍ، ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ يَدِينُ لَهُ الْمَشْرِقُ، وَتَقَعُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ صَاحِبِ الرُّومِ هُدْنَةٌ سُبْعَ سَابُوعٍ، ثُمَّ يَرْحَلُ فَيَنْزِلُ مَدِينَةَ الْعَبِيدِ، فَيَقْتُلُ فِيهَا الشَّدِيدَ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهَا فَيَنْزِلُ الرَّبُوضَ، فَيَنْهَبُ فِيهَا الْأَمْوَالَ، وَيُخَمِّسُ الْأَخْمَاسَ، وَيُصِيبُ أَرْضَ فَارِسَ مِنْهُ هَوَانٌ، وَيُحْدِثُ فِي الْسَّوَادِ خَرَابًا عَظِيمًا، وَتَرِدُ خَيْلُهُ أَبْرَشَهْرَ، وَيَمْلُكُ مَا بَيْنَ الصينِ إِلَى بَحْرِ أَطْرَابُلْسَ، أَوْ أَنْطَابُلُسَ، وَيَعْتَزِلُ صَاحِبُ الْمَشْرِقِ نَاحِيَةَ جِبَالِ الْجَوْفِ، لَا يُرِيدُ وَلَا يُرَادُ، ثُمَّ يَغْدِرُ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فَيَقْتُلُهُ، فَيَبْلُغُ ذَلِكَ صَاحِبَ الْمَشْرِقِ فَيُقْبِلُ حَتَّى يَنْزِلَ فِيمَا بَيْنَ حَرَّانَ وَالرُّهَا، فَالْوَيْلُ لِحَرَّانَ، يَلْقَاهُ بِهَا الْأَمْرَدُ مِنْ أَبْنَاءِ الرَّأْسِ، فَتَكُونُ بَيْنَهُمَا مَلْحَمَةٌ عَظِيمَةٌ، وَقَتْلَى كَثِيرَةٌ، ثُمَّ يُصْبِحُ صَاحِبُ الْمَشْرِقِ وَقَدْ غَاضَ وَقَلَّ جَمْعُهُ، وَيَخْرُجُ الْأَمْرَدُ حَتَّى يَنْزِلَ الشَّامَ فَيُغَيَّرُ بِهَا أَشْيَاءَ كَانَتْ، وَيُسَيِّبُ أَشْيَاءَ، وَتَخْرُجُ الرُّومُ إِلَى الْأَعْمَاقِ فَيَلْقَاهُمْ بِهَا ذُو الْوَجْنَتَيْنِ مِنْ أَوْلَادِ نِزَارٍ فَيَقْتُلُهُمْ قَتْلَ عَادٍ، وَيَنْفَلِتُ طَاغِيَتُهُمْ بِطَعْنَةٍ، وَتَفْتَرِقُ الرُّومُ فِرْقَتَيْنِ ⦗٧٠٩⦘: فِرْقَةٌ تَأْخُذُ عَلَى نَهَرِ سَاوِسَ، وَالْأُخْرَى فِي دَرْبِ جَيْحَانَ، وَتَخْلَعُ قُرَيْشٌ صُلْحَهَا، وَتَمْنَعُ مِصْرُ خَرَاجَهَا، وَتُظْهِرُ الْإِفْرِنْجُ سِلَاحَهَا، وَيَمْلُكُ أَرْضَ الْيَمَنِ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ قَحْطَانَ يُسَمَّى مَنْصُورًا، ذُو أَنْفٍ وَخَالٍ وَضَفِيرَتَيْنِ، فَتَرِدُ خَيْلُهُ الرَّمْلَةَ، وَأَرْضَ حَرَّانَ، وَالْأَمْرَدُ يَوْمَئِذٍ يَسُودُ الرُّومَ، قَائِمٌ غَيْرُ نَبْهَانَ، فَيَنْهَضُ إِلَيْهِ بِكَعْبِ وَهَوَازِنَ، فَيَقْتُلُ قَحْطَانَ بِكُلِّ شِعْبٍ، وَتُقْسَمُ ذَرَارِيُّهُمْ فِي الْبُلْدَانِ، وَيَسِيرُ حَتَّى يَنْزِلَ جِبَالَ سِنِيرٍ ولُبْنَانَ، وَمَنْصُورٌ بِأَرْضِ الرَّمْلَةِ، فَيَسِيرُ إِلَيْهِ حَتَّى يَنْزِلَ بِمَرْجِ عَذْرَاءَ، فَيَلْتَقِي بِهَا الْجَمْعَانِ، فَيُفْرَغُ عَلَيْهِمَا الصَّبْرُ، وَيُهْزَمُ مَنْصُورٌ، فَتُقْبِلُ خَيْلُهُ، وَيَظْهَرُ الْأَمْرَدُ عَلَى الْأُرْدُنِّ، يَمْكُثُ بِذَلِكَ سُبْعَ سَابُوعٍ وَخُمْسَ سُبْعِ سَابُوعٍ، ثُمَّ يَظْهَرُ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ الْحَكِيمِ الْمُتَأَنِّي فَيَسِيرُ بِأَهْلِ مِصْرَ وَالْأَقْبَاطِ، فَإِذَا نَزَلَ الْجِفَارَ أَصْبَحَتِ الْأَرْضُ مِنْهُ قَفْرَاءَ مِنْ غَيْرِ حَرْبٍ بِخَبَرٍ يَأْتِيهِ عَنِ أَرْضِ بَرْبَرَ، بِإِقْبَالِ صَاحِبِ الْأَنْدَلُسِ بِبَرْبَرَ وَإِفْرِنْجَةَ وَالْأَشْبَالِ، فَيُقْبِلُ صَاحِبُ الْأَنْدَلُسِ حَتَّى يَحِلَّ عَلَى نَهَرِ الْأُرْدُنِّ، فَيُقَاتِلُهُ الْأَمْرَدُ الشَّابُّ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَنْزِلُ مِصْرَ وَجِفَارَ، فَتَأْتِيهِ ضَجَّةٌ مِنْ وَرَائِهِ أَنَّ صَاحِبَ الْأَدْهَمِ قَدْ ظَهَرَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَاسْتَوْلَى عَلَى مِصْرَ، فَيَلْحَقُ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ بِيَثْرِبَ الْحِجَازِ، وَيُقْبِلُ صَاحِبُ الْأَدْهَمِ بِجَمْعِهِ فَيَنْزِلُ الشَّامَ، فَيُجْلِي أَهْلَهَا، وَتَصِيرُ الْجَزِيرَةُ قَفْرَاءَ، وَتَلْحَقُ كُلُّ قَبِيلَةٍ بِأَهْلِهَا، وَيَبْعَثُ جَيْشًا، فَإِذَا انْتَهَوْا بَيْنَ الْجَزِيرَتَيْنِ نَادَى مُنَادِيهِمْ: لِيَخْرُجْ إِلَيْنَا كُلُّ صَرِيحٍ أَوْ دَخِيلٍ كَانَ مِنَّا فِي الْمُسْلِمِينِ، فَيَغْضَبُ الْمَوَالِي فَيُبَايِعُونَ رَجُلًا يُسَمَّى صَالِحَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ يَسَارٍ ⦗٧١٠⦘، فَيَخْرُجُ بِهِمْ فَيَلْقَى جَيْشَ الرُّومِ الْمَبْعُوثِ إِلَيْهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ، وَيَقَعُ الْمَوْتُ فِي جَيْشِ صَاحِبِ الْأَدْهَمِ مِنَ الرُّومِ وَهُمْ نُزُولٌ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَيَمُوتُونَ مَوْتَ الْجَرَادِ، وَيَمْلُكُ صَاحِبُ الْأَدْهَمِ، وَيَنْزِلُ الصَّالِحُ بِالْمَوَالِي أَرْضَ سُورِيَّةَ، وَيَدْخُلُ عَمُّورِيَّةَ، وَيَنْزِلُ قَمُولِيَّةَ، وَيَفْتَحُ بِزَنْطِيَةَ، وَتَكُونُ أَصْوَاتُ جَيْشِهِ فِيهَا بِالتَّوْحِيدِ عَلَانِيَةً، وَيُقَسِّمُ أَمْوَالَهَا بِالْآنِيَةِ، وَيَظْهَرُ عَلَى رُومِيَّةَ، وَيَسْتَخْرِجُ مِنْهَا بَابَ صُهْيُونَ وَتَابُوتَ جَزْعٍ، فِيهِ قُرْطُ حَوَّاءَ، وَكَتُونَةُ آدَمَ، يَعْنِي كِسَاءَهُ، وَجُبَّتُهُ، وَحُلَّةُ هَارُونَ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَاهُ خَبَرٌ وَهُوَ بَاطِلٌ أَنَّ صَاحِبَ صُورَ قَدْ ظَهَرَ، فَيَرْجِعُ حَتَّى يَنْزِلَ مَرْجَ جُومَطِيسَ، فَيُقِيمُ هُنَالِكَ ثُلُثَ سُبْعِ سَابُوعٍ، فَتُمْسِكُ السَّمَاءُ فِي تِلْكَ السَّنَةِ ثُلُثَ مَطَرِهَا، وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ ثُلُثَيْهَا، وَفِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ كُلَّهُ، فَلَا يَبْقَى ذُو ظُفُرٍ وَلَا نَابٍ إِلَّا هَلَكَ، فَيَقَعُ الْجُوعُ وَالْمَوْتُ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْ كُلِّ سَبْعِينَ عَشَرَةٌ، وَيَهْرُبُ النَّاسُ إِلَى جِبَالِ الْجَوْفِ، ثُمَّ يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ دَجَّالُهُمْ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute