١٩٢ - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْوَلِيدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ عُثْمَانَ بِكُورَةِ لُدٍّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ ⦗٩٠⦘ وَمِائَتَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي خَالِدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي رَاشِدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ قَالَ: " قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِائَةِ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِي، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفْنَا وَقَالُوا لِي: تَقَدَّمْ أَنْتَ يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ فَإِنْ رَأَيْتَ مَا تُحِبُّ رَجَعْتَ إِلَيْنَا حَتَّى نَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ، وَإِنَّ لَمْ تَرَ مِمَّا تُحِبُّ شَيْئًا انْصَرَفْتَ إِلَيْنَا حَتَّى نَنْصَرِفَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُنْتُ أَصْغَرَ الْقَوْمِ فَقُلْتُ: أَنْعِمْ صَبَاحًا يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ هَذَا بِسَلَامِ الْمُسْلِمِينَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ» . فَقُلْتُ لَهُ وَكَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: " إِذَا أَتَيْتَ قَوْمًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قُلْتَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ". قُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. قَالَ: «وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ» ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا اسْمُكَ وَمَنْ أَنْتَ؟» فَقُلْتُ: أَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّاتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ: «بَلْ أَنْتَ أَبُو رَاشِدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ» وَأَكْرَمَنِي وَأَجْلَسَنِي إِلَى جَانِبِهِ وَكَسَانِي رِدَاءَهُ وَأَعْطَانِي جَدَاهُ وَدَفَعَ إِلَيَّ عَصَاهُ وَأَسْلَمْتُ. فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَرَاكَ قَدْ أَكْرَمْتَ هَذَا الرَّجُلَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا شَرِيفُ قَوْمِهِ فَإِذَا أَتَاكُمْ شَرِيفُ قَوْمِهِ فَأَكْرِمُوهُ» . فَقَالَ أَبُو رَاشِدٍ وَكَانَ مَعِي عَبْدٌ لِي يُقَالُ لَهُ سَرْحَانُ فَأَسْلَمَ مَعِي فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ هَذَا مَعَكَ يَا أَبَا رَاشِدٍ؟» فَقُلْتُ: هَذَا عَبْدٌ لِي يُقَالُ لَهُ سَرْحَانُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ لَكَ يَا أَبَا رَاشِدٍ أَنْ تَعْتِقَهُ فَيَعْتِقُ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْكَ مِنَ ⦗٩١⦘ النَّارِ؟» قَالَ أَبُو رَاشِدٍ: فَأَعْتَقْتُهُ وَقُلْتُ: اشْهَدْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّهُ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ، وَانْصَرَفْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَأَدْرَكْتُ مِنْهُمْ قَوْمًا فَأَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمُوا ". سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ سَهْلٍ يَقُولُ: وَمِنْ كُورَةِ لُدٍّ: أَبُو رَاشِدٍ الْأَزْدِيُّ، كَانَ يُكْنَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute