كتاب المدخل إلى السنن الكبرى - البيهقي - ت الأعظمي

باب ترك الحكم بتقليد أمثاله من أهل العلم حتى يعلم مثل علمهم قال الله جل ثناؤه: ولا تقف ما ليس لك به علم - ص: 209

٢٦١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ , ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ , أبنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أبنا أَبُو غَسَّانَ، وَابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ. ح ⦗٢١٠⦘ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أبنا أَبُو عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَاهَانَ بِمَكَّةَ , ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أبنا ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ، قَالَا: ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنِي غُطَيْفُ بْنُ أَعْيَنَ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ , فَقَالَ لِي: «يَا عَدِيٌّ اطْرَحْ هَذَا الْوَثَنَ مِنْ عُنُقِكَ» قَالَ: فَطَرَحْتُهُ , وَقَالَ: وَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ , وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ بَرَاءَةٍ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: ٣١] . قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهُمْ؟ فَقَالَ: «أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ فَيُحَرِّمُونَهُ , وُيُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيَسْتَعْمِلُونَهُ؟» قَالَ: قُلْتُ: بَلَى , قَالَ: «فَذَلِكَ عِبَادَتُهُمْ» . هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ السُّوسِيِّ وَفِي رِوَايَةِ الْحَافِظِ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَيْسَ كَانُوا يُحِلُّونَ لَكُمُ الْحَرَامَ فَتُحِلُّونَهُ , وَيُحَرِّمُونَ عَلَيْكُمُ الْحَلَالَ فَتُحَرِّمُونَهُ» قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «فَذَلِكَ عِبَادَتُهُمْ»