للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٩٨ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، نا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ذَكَرَ رَجُلٌ فِي الْمَسْجِدِ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَوْمَ تَأَتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: ١٠] قَالَ: دُخانٌ يَأَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَأْخُذُ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ، وَيَأْخُذُ الْمُؤْمِنَ ⦗٣٩٧⦘ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَعَدَ وَهُوَ غَضْبَانُ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ عِلْمًا فَلْيَقُلْ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ: اللَّهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ إِذَا سُئِلَ الرَّجُلُ عَنْ مَا لَا يَعْلَمُ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُ أَعْلَمُ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتكَلِّفِينَ} [ص: ٨٦] وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ: إِنَّ قُرَيْشًا اسْتَعْصَوْا وَكَفَرُوا، فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: {يَوْمَ تَأَتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: ١٠] فَأَصَابَهُمْ جُوعٌ حَتَّى أَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَالْعِظَامَ مِنَ الْجَهْدِ، فَكَانَ أَحَدُهُمْ يَرَى مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الْجَهْدِ فَقَالُوا: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} [الدخان: ١٢] قَالَ: فَقِيلَ: {إِنَّا كَاشِفُوَ الْعَذَابِ قَلِيلَا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان: ١٦] قَالَ: فَكُشِفَ عَنْهُمْ فَعَادُوا فَأُخِذُوا يَوْمَ بَدْرٍ فَكَانَتِ الْبَطْشَةُ الْكُبْرَى، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَوْ كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَا كُشِفَ عَنْهُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>