١٢١ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَامِرِيُّ، نا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: " أَخَذَ بِيَدِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ , فَقُمْنَا إِلَى رَجُلٍ يُكْنَى أَبَا هَمَّامٍ، مِنْ عُبَّادِ الْبَصْرَةِ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنَ الْحَيِّ وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِ قَالَ: " سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنِيَ الْحَجَّ قُلْتُ: فَأُرِيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَانِي فَقَالَ: احْضُرِ الْمَوْسِمَ الْعَامَ , فَانْتَبَهْتُ فَذَكَرْتُ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدِي مَا أَحُجُّ بِهِ قَالَ: فَأَتَانِي فِي اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ فَانْتَبَهْتُ فَقُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ , قَالَ: فَأَتَانِي اللَّيْلَةَ الثَّالِثَةَ قَالَ: وَكُنْتُ قُلْتُ فِي نَفْسِي إِنْ هُوَ أَتَانِي قُلْتُ: لَيْسَ عِنْدِي مَا أَحُجُّ بِهِ قَالَ: فَقُلْتُ ذَلِكَ , فَقَالَ: بَلَى انْظُرْ مَوْضِعَ كَذَا وَكَذَا مِنْ دَارِكَ فَاحْتَفِرْ فَإِنَّ فِيهِ دِرْعًا لِجَدِّكَ لِأَبِيكَ , قَالَ: فَصَلَّيْتُ الْغَدَاةَ ثُمَّ احْتَفَرْتُ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ فَإِذَا دِرْعٌ كَأَنَّهَا عَنْهَا الْأَيْدِي قَالَ: فَأَخْرَجْتُهَا فَبِعْتُهَا بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ ثُمَّ أَتَيْتُ الْمِرْبَدَ فَاشْتَرَيْتُ بَعِيرًا أَوْ نَاقَةً وَتَهَيَّأْتُ بِمَا يَتَهَيَّأُ بِهِ الْحَاجُّ , وَوَعَدْتُ أَصْحَابًا لِي فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى أَتَيْتُ الْمَوْسِمَ , ثُمَّ أَدْرَكْتُ الِانْصِرَافَ فَذَهَبْتُ لِأُوَدِّعَ وَقَدْ قَدَّمْتُ بَعِيرِي إِلَى الْأَبْطَحِ , فَإِنِّي لَأُصَلِّيَ فِي الْحِجْرِ إِذَا غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ فَأُرِيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: يَا. . . . إِنَّ اللَّهَ قَدْ قَبِلَ مِنْكَ سَعْيَكَ ائْتِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقُلْ لَهُ إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا ثَلَاثَةَ أَسْمَاءٍ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَبُو الْيَتَامَى , سُدَّ يَدَكَ بِالْعَرِيفِ وَالْمُكَاسِ , ⦗٧١⦘ قَالَ: فَانْتَبَهْتُ فَرَأَيْتُ أَصْحَابِيَ فَقُلْتُ لَهُمُ: امْضُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ , وَأَخَذْتُ بِرَأْسِ بَعِيرِي وَسَأَلْتُ عَنْ رُفْقَةٍ تَخْرُجُ إِلَى الشَّامِ , فَمَضَيْتُ مَعَهُمْ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى دِمَشْقَ فَسَأَلْتُ عَنْ مَنْزِلِهِ , فَأَنَخْتُ نَاقَتِي أَوْصَيْتُ، وَذَلِكَ قَبْلَ انْتِصَافِ النَّهَارِ فَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ عَلَى بَابِ الدَّارِ فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: مَا أَمْنَعُكَ أَوْ مَا أَمْتَنِعُ عَلَيْكَ وَلَكِنْ أُخْبِرُكُ كَانَ مِنْ شَأْنِهِ يَعْنِي تَشَاغُلَهُ بِالنَّاسِ حَتَّى كَانَ السَّاعَةُ فَإِنْ صَبَرْتَ وَإِلَّا. . . فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ لَهُ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ , وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا نَعْلٌ فِي إِصْبَعَيْهِ وَإِذَا هُوَ يَسْقِي الْمَاءَ الْجَارِيِّ فَأَلْقَى نَعْلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهِ وَجَلَسْتُ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنَ الْبَصْرَةِ , قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ عَدَنَ , قَالَ: كَيْفَ الْبُرُّ عِنْدَكُمْ , كَيْفَ الشَّعِيرُ كَيْفَ الزَّيْتُ كَيْفَ السَّمْنُ كَيْفَ الْبَزُّ , حَتَّى عَدَّ هَذِهِ الَّتِي تُبَاعُ وَذَكَرَ الْبُرَّ حَتَّى ذَكَرَ الرُّطَبَ , فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ هَذَا عَادَنِي إِلَى الْمَسْأَلَةِ الْأُولَى ثُمَّ قَالَ لِي وَيْحَكَ قَدْ جِئْتَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ , قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَتَيْتُكَ لَهُ الْأَوْلَى قَالَ: ثُمَّ قَصَصْتُ رُؤْيَايَ مِنْ لَدُنِ الرُّؤْيَا إِلَى مَجِيئِي إِلَيْهِ , قَالَ: فَكَأَنَّ ذَلِكَ قَدْ يَخْفَى عِنْدَهُ , قَالَ: وَيْحَكَ أَقِمْ عِنْدِي فَأُوَاسِيَكَ , قُلْتُ: لَا , قَالَ: فَدَخَلَ فَأَخْرَجَ صُرَّةً بِهَا أَرْبَعُونَ دِينَارًا فَقَالَ: لَمْ يَبْقَ مِنْ عَطَائِي غَيْرُ مَا تَرَى وَأَنَا مُوَاسِيكَ فِيهَا قَالَ: قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ لَا آخِذُ عَلَى رِسَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا أَبَدًا , قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ صِدْقٌ عِنْدَهُ قَالَ: فَوَدَّعْتُهُ فَقَامَ إِلَيَّ فَاعْتَنَقَنِي وَمَشَى مَعِي إِلَى بَابِ الدَّارِ وَدَمَعَتْ عَيْنُهُ فَرَجَعْتُ إِلَى الْبَصْرَةِ فَمَكَثَ حَوْلًا ثُمَّ قِيلَ لِي مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَخَرَجْتُ غَازِيًا , فَلَمَّا كُنْتُ فِي أَرْضِ الرُّومِ إِذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ اسْتَأْذَنَ لِي قَدْ عَرَفَنِي وَلَمْ أَعْرِفْهُ , فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ: عَلِمْتُ أَنَّ الْأَمِيرَ صَدَّقَ رُؤْيَاكَ مَرِضَ عَبْدُ الْمَلِكِ ابْنُهُ فَكُنْتُ أَعْتَنِقُهُ أَنَا وَهُوَ مِنَ اللَّيْلِ , فَكَانَ إِذَا كَانَتْ سَاعَتِي الَّتِي أَكُونُ عِنْدَهُ يَذْهَبُ فَيُصَلِّي , وَإِذَا كَانَتْ سَاعَتُهُ ذَهَبْتُ أَنَا فَنِمْتُ وَقَامَ يُصَلِّي وَعَلَى الْبَابِ دَوِيٌّ , قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنِّي لِلَيْلَةٍ مِنَ اللَّيَالِي إِذْ سَمِعْتُ بُكَاءً شَدِيدًا فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ حَدَثَ بِعَبْدِ الْمَلِكِ؟ فَجَعَلَ لَا يَكْتَرِثُ لَيَالِيَ ثُمَّ إِنَّهُ سُرِّيَ عَنْهُ فَفَتَحَ الْبَابَ فَقَالَ: أُعَلِّمُكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى صَدَّقَ رُؤْيَا الْبَصْرِيِّ , أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي مَقَالَتَهُ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute