١٤٥ - ثنا الْحُسَيْنُ ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يُحَدِّثُ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: اسْتَشَارَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّاسَ , فَقَالَ: " مَا تَرَوْنَ فِي شَيْءٍ فَضَلَ عِنْدَنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ؟ قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , قَدْ أَشْغَلْنَاكَ عَنْ أَهْلِكِ , وَضَيْعَتِكَ , وَتِجَارَتِكَ فَهُوَ لَكَ , فَقَالَ لِي: مَا تَقُولُ؟ قُلْتُ: قَدْ أَشَارُوا عَلَيْكَ , فَقَالَ: قُلْ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , لِمَ تَجْعَلُ يَقِينَكَ ظَنًّا , وَعِلْمَكَ جَهْلًا؟ قَالَ: لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ قُلْتُ: أَجَلْ , وَاللَّهِ لَأَخْرُجَنَّ مِنْهُ , أَمَا تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعِيًا , فَأَتَيْتَ الْعَبَّاسَ بْنَ ⦗١٧٥⦘ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَمَنَعَكَ صَدَقَتَهُ , فَأَتَيْتَنِي , فَقُلْتُ: انْطَلِقْ مَعِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَلْنُخْبِرْهُ بِمَا صَنَعَ الْعَبَّاسُ , فَأَتَيْنَاهُ , فَوَجَدْنَاهُ خَاثِرًا , فَرَجَعْنَا , ثُمَّ أَتَيْنَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي , فَوَجَدْنَاهُ طَيِّبَ النَّفْسِ , فَأَخْبَرْنَاهُ بِالَّذِي صَنَعَ الْعَبَّاسُ , فَقَالَ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ» , فَأَخْبَرْنَاهُ بِالَّذِي رَأَيْنَا مِنْ خُثُورَةِ نَفْسَهُ فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ , وَالَّذِي رَأَيْنَاهُ مِنْ طِيبِ نَفْسِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي , فَقَالَ: «إِنَّكُمَا أَتَيْتُمَا فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ , وَقَدْ بَقِيَتْ مِنَ الصَّدَقَةِ دِينَارَانِ , فَخَشِيتُ أَنْ يَأْتِيَنِي الْمَوْتُ قَبْلَ أَنْ أُوَجِّهَ بِهِمَا , ثُمَّ أَتَيْتُمَانِي ذَا الْيَوْمَ , وَقَدْ وَجَّهْتُهُمَا , فَالَّذِي رَأَيْتُمْ مِنْ طِيبِ نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ» , فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقْتَ , وَاللَّهِ لَأَشْكُرَنَّ لَكَ الْأَوْلَى وَالْآخِرَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , لِمَ تُؤَخِّرُ الشُّكْرَ؟ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute