للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ: يَا ابْنَ دَارَةَ مَعْذِرَةً إِلَيْكَ، إِنَّهُ لَا حَدِيدَةَ فِي الرَّكْبِ إِلَّا مِخْيَاطٌ يَخْتَاطُ بِهِ الْقَوْمُ، فَغَضِبَتْ فَزَارَةُ أَشَدَّ الْغَضَبِ وَأُمُّ دِينَارٍ بَيْنَ بَنِي بَدْرٍ - فَقَالَ الْغَطَفِيُّونَ لِابْنِ دَارَةَ: تَغَيَّبَ عَنَّا مِنْ شَرِّكَ إِلَّا أَنْ تَحْذَرَهُ، فَأَتَى بَنِي أَسَدٍ فَأَنْزَلُوهُ. . . . . . . أَحَدُ بَنِي طَرِيفٍ وَطَرَدَهُ وَتَهَدَّدَهُ، فَقَالَ:

[البحر الطويل]

إِنِّي وَإِنْ حَذَّرْتُ شَيْخَنَا لَذَاكِرٌ ... لِشَتْمِ بَنِي الطِّرْمَاحِ أَهْلَ حِمَامِ

لَحَى اللَّهُ قَوْمًا بَيْنَ زَيْدٍ وَمَزْيَدٍ ... يَرَوْنَ حَلَالًا مِنْكَ كُلَّ حَرَامِ

إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ مَيِّتٌ دَهَنُوا اسْتَهُ ... بِزَيْتٍ وَحَفُّوا حَوْلَهُ بِغَرَامِ

ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى بَنِي نَبْهَانَ بْنِ طَيِّئٍ , وَمَدَحَ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ فَقَالَ:

تَسِيرُ قَلُوصِي فِي مَعَدٍّ وَإِنَّهَا ... لَتَرْجُو الرَّبِيعَ فِي لِقَاءِ بَنِي نَفَلْ

وَأَنْتُمْ رِمَامٌ فِي أَزِمَّةِ طَيِّئٍ ... وَأَنْتُمْ بِخَيْرٍ جَنَّةِ السَّهْلِ وَالْجَبَلْ

وَأَبْقَى الْخُطُوبَ مِنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ... حُسَامًا كَنَصْلِ السَّيْفِ سُلَّ مِنَ الْخَلَلْ

أَبُوكَ جَوَادٌ لَا يُشَقُّ غُبَارُهُ ... وَأَنْتَ كَرِيمٌ لَا تُحَضِّرُكَ الْعِلَلْ

فَإِنْ تَتَّقُوا شَرًّا فَمِثْلُكُمُ اتَّقَى ... وَإِنْ تَفْعَلُوا خَيْرًا فَمِثْلُكُمُ فَعَلْ

ثُمَّ انْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ وَقَدِ احْتَفَظَتْ عَلَيْهِ فَزَارَةُ وَتَحَاضَّتْ، وَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ:

[البحر البسيط]

يَا لَيْتَ شَعْرِيَ وَالْأَيَّامُ تَحْكُمُهُ ... هَلْ فِي مَثُولَةِ حَامِي رَاهِبِ الْعَارِي

يَهْذِي بِأَعْرَاضِكُمْ فِي كُلِّ مَنْزِلَةٍ ... إِذَا تَلَبَّسَ وَرَّادٌ بِصَدَّارِ

إِذَا تَغَنَّتْ عُلُوجُ الْحَظِّ جَاوَبَهَا ... بِحِمْصَ أَوْ بِدِمَشْقَ الْأَصْهَبُ الدَّارِي

فَأَيْنَ مَوْلَاكَ مَنْظُورٌ لِحُلَّتِهِ ... وَأَيْنَ مَرْقَةُ عَنْهَا وَابْنُ عَمَّارِ

<<  <  ج: ص:  >  >>