للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ يَقْدَمُونَ عَلَى عُثْمَانَ فِي كُلِّ عَامٍ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ ابْنُ أَبِي سَرْحٍ مِنْ مِصْرَ، وَمُعَاوِيَةُ مِنَ الشَّامِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ مِنَ الْبَصْرَةِ، وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ مِنَ الْكُوفَةِ، فَقَالَ لَهُمْ عُثْمَانُ: يَا بَنِي أُمَيَّةَ، أَنْتُمْ بَاطِنَتِي دُونَ ظَاهِرِي، وَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ شِكَايَتِي، حَتَّى تَنَاوَلَنِي بِهَا الْبَعِيدُ، وَآذَانِي بِهَا الْقَرِيبُ، فَأَشِيرُوا عَلَيَّ، فَأَشَارَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ - وَكَانَ امْرَأً سَخِيًّا -، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ النَّاسَ إِنَّمَا يُرْضِيهِمْ مَا أَسْخَطَهُمْ، وَهِيَ هَذِهِ الْأَمْوَالُ، فَأَعْطِهِمْ مِنْهَا تَسْتَلَّ بِذَلِكَ سَخَائِمَ صُدُورِهِمْ، وَضَغَائِنَ قُلُوبِهِمْ، وَضَبَابِهَا، ثُمَّ تَكَلَّمَ ابْنُ أَبِي سَرْحٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ لَكَ عَلَيْهِمْ حَقًّا، وَلَهُمْ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِهِمْ حَقَّهُمْ عَلَيْكَ، وَخُذْهُمْ بِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ، وَاتَّبِعْ سُنَّةَ الَّذِينَ قَبْلَكَ، يَجْتَمِعُوا بِالرِّضَا عَلَيْكَ. ثُمَّ تَكَلَّمَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ

<<  <  ج: ص:  >  >>