للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قولي:

لعمرك إن للباقي التفاتي ... ومالي نحو ما يغني طريقه

أرى الدنيا وما فيها مجازاً ... وما عندي سوى الأخرى حقيقه

وحصل له في وقت ما شرى، فكتب إليه جمال الدين محمد بن نباتة المصري:

يفديك يا قاضي القضاة عليهم ... من كل داء تشتكي كل الورى

شهد الشرى لك حين زارك بالتقى ... والصبر والصدقات لما خبرا

لا تعدم المدح الروائح سيداً ... هذي خلائقها بتخبير الشرى

فلما حضرت عنده أراني إياها، فلا وقفت عليها علمت ما أراده من خطأ التورية مع الناظم فمضيت من عنده وعدت إليه وقد كتبت أنا إليه بعد ذلك:

لما اشتكى قاضي القضاة فديته ... من كل سوء يشتكي منه الورى

عاينته لأذى الشرى متصبراً ... فعلمت حقاً أنه أسد الشرى

وربحت توريتي التي قعدت وما ... خسرت ولم أنطق بتخيير الشرى

فأعجبه ذلك وجبر على عادته معي، وفساد التورية مع الناظم الأول هو أن الشرى، بفتح الشين، مقصور؛ وهو المرض المعروف عند الأطباء بالماشرى، وهو الخراج الصغار التي تتولد من مادة دموية لذاعة، والشِرى بكسر الشين، مصدر شرت شرى، ففسدت توريته.

ووصل الخبر مع البريد من مصر بوفاته قدس الله روحه في يوم الجمعة سابع جمادى

<<  <  ج: ص:  >  >>