١٢٨ - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصُّوفِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدِهِ، ثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِ أَبِي قُحَافَةَ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا أَبُو قُحَافَةَ قَدْ جِئْتُكَ بِهِ قَدْ أَسْلَمَ، فَوَاللَّهِ، لَوَدِدْتُ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ مَكَانَهُ، لِمَا أَعْرِفُ مِنْ سُرُورِكَ بِذَلِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «أَفَلَا حَبَسْتَ الشَّيْخَ حَتَّى آتِيَهُ» ؟ قَالَ: هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَأْتِيَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: وَإِذَا رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ أَبْيَضُ كَأَنَّهُ ثَغَامَةٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ، وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ» . قَالَ: فَخَضَبْتُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ ⦗١٨٠⦘. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: جِئْتُ بِأَبِي قُحَافَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فَآتِيَهُ» ؟ . قُلْتُ: هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَأْتِيَكَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: «إِنَّا لَنَحْفَظُهُ لِأَيَادٍ لِابْنِهِ عِنْدَنَا» . وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَجَابِرٌ، وَأَسْمَاءُ كَذَلِكَ تَفَرَّدَ بِهَذِهِ الْفَضِيلَةِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، لَمْ يُشَارِكْهُ فِيهَا أَحَدُ، وَلَا يُعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا مِنَ الْعَشَرَةِ أَسْلَمَ أَبُوهُ عَلَى يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ غَيْرَ أَبِي قُحَافَةَ، وَلَا فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ، لَا مِنَ الْأَوَّلِينَ، وَلَا مِنَ الْآخِرِينَ أَرْبَعَةٌ، آبَاؤُهُمْ وَأَبْنَاؤُهُمْ شَهِدُوا رَسُولَ اللَّهِ وَآمَنُوا بِهِ، إِلَّا أَبُو بَكْرٍ وَوَلَدُهُ، فَإِنَّ أَبَاهُ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْمُهُ عُثْمَانُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، وَابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَيُقَالُ: عَتِيقٌ، وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَابْنُهُ أَبُو عَتِيقِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدٌ أَرْبَعَةٌ، كُلُّهُمْ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَاهُ الْمَحَامِلِيُّ، عَنِ الْبُخَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute