للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٦٤ - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمَ بْنَ خَالِدٍ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ. . . .، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ ⦗١٠٩⦘: «لَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا قَدْرُ غَمْسَةِ دَلْوٍ لَكَانَ عَظِيمًا»

١٦٥ - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: " كَانَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ مِنَ الْوَاعِظِينَ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: حُقَّ لَهُ أَنْ يَقُولَ: لَا، وَقَدْ غُمِسَ غَمْسَةً. . . . . . مَعَهَا. . . . . . قَالَ: غَمْسَةٌ لَمْ تَدَعْ شَعْرًا مِنْ كَافِرٍ وَلَا مُصِرٍّ عَلَى مَعْصِيَةٍ إِلَّا مَعَكَتْهُ، وَلَا جِلْدًا كَانَ فِي الدُّنْيَا مَصُونًا إِلَّا أَنْضَجَتْهُ، وَلَا وَجْهًا مُنَعَّمًا بِطُرُقِ التَّفَيُّؤِ إِلَّا كَلَّحَتْهُ، وَلَا بَصَرًا نَافِذًا فِي قُرَّةِ عَيْنٍ إِلَّا أَعْمَتْهُ، وَلَا سَمْعًا مُنْصِتًا لِلَهْوٍ إِلَّا اقْتَحَمْتْ عَلَيْهِ فَسَمَّجَتْهُ. يَا لَهَا غَمْسَةً مَا أَطْوَلَ شِقْوَةِ هَذَا الْمُعَذَّبِ بِهَا، وَأَشَدَّ نِسْيَانِهِ لِمَا مَرَّ عَلَيْهِ مِنَ النَّعِيمِ فِي جَنْبِهَا إِنَّهَا غَمْسَةٌ فِي لُجَّةِ جَهَنَّمَ، لَا يَهْدَأُ وَهْجُ حَرِّهَا، وَلَا يَهْتَدُّ لِأَبَدِ الْأَبَدِ. يُوقِدُ جَمْرُهَا وَمَا تَرْمِي بِهِ الْمُعَذَّبِينَ مِنْ لَفْحِ اسْتِعَارِهَا وَتَوالِي نَضْجِ شَرَرِهَا ⦗١١٠⦘ غَمْسَةٌ سَقَطَ لَحْمُهُ فِي لُجَّةِ مَهَاوِيهَا، وَبَقِيَتْ عِظَامُهُ مُتَعَلِّقَةً بِكَلَالِيبِ مَلَائِكَتِهَا،. . . إِلَى أَرْوَاحٍ لَا تَمُوتُ وَلَا. . . إِلَى حَيَاتِهَا. وَإِذَا أُخْرِجُوا مِنَ الْمَكَانِ السَّحِيقِ مِنْ غَيَايَاتِهَا، أُخْرِجُوا وَقَدِ انْسَلَخُوا لِمَا أَذَيقُوا مِنْ أَلِيمِ نَكَالِهَا. وَيْلَهُمْ إِذَا سَالَتْ حِدَقُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ، وَامْتَلَأَتْ أَوْدِيَةُ النَّارِ وَبُطُونُ سِبَاعِهَا مِنْ صَدِيدِهِمْ، وَتَقَرَّحَتْ بِنَفَحَاتِ النِّيرَانِ ثَوَاعِرُ جُلُودِهِمْ، وَإِذَا سُقُوا فِيهَا بِالْكُرْهِ مِنْ غُسَالَةِ أَكْبَادِهِمْ، وَإِذَا وَقَعَتْ أَكْلَةٌ مِنَ النَّارِ فِي أَفْوَاهِهِمْ، وَإِذَا اسْتَبَقَ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ فِيهَا إِلَى وُجُوهِهِمْ. بَلْ وَيْلَهُمْ إِذَا سُلِخُوا مِنَ الْجُلُودِ، وَعَرِيَتْ مِنَ اللَّحْمِ عِظَامُهُمْ، وَسُحِبُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ بَعْدَ أَنْ أَتَتِ النَّارُ عَلَى أَخَامِصِ أَقْدَامِهِمْ، فَإِذَا نِيعُوا فَلَمْ يَبْقَ عَلَى اللَّفْحِ دُونَ الْقُمْعَ هَامَهُمْ، وَإِذَا سَلَكَتِ النَّارُ فِي أَسْمَاعِهِمْ وَانْبَعَثَتْ خَارِجَةً مِنْ أَبْصَارِهِمْ، وَإِذَا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ، وَيُسْهِبُونَهُمْ عَلَى صَفَائِحِ أَطْبَاقِهَا وَيَسْجُرُونَهُمْ، وَالْحِجَارَةُ فِي بُعْدِ أَعْمَاقِهَا. وَيْلٌ لِلْمُعَذَّبِ مَا أَسْوَأَ خَبَرَ مَنْزِلٍ وَرِثَهُ عَنْ مَعْصِيَتِهِ، وَمَا أَضْيَقَهُ عَلَيْهِ عَلَى سَعَتِهِ، وَمَا أَشَدَّ حَرَّهُ وَأَحْلَكَ سَوَادَ ظُلْمَتِهِ وَأَغَمَّهُ، وَأَوْحَشَ عُمَّارَ مَسَاكِنِهِ، وَأَسْوَأَ أَخْلَاقَ مُرَافِقِيهِ فِي سِجْنِهِ ⦗١١١⦘. وَيْلَهُ لَقَدْ أُفْرِدَ فِيهَا بِمَا لَا يَقُومُ لَهُ وَلَا يَحْتَمِلُ مُضَضَ وَجَعِ قَلْبِهِ مُهَانًا، قَدِ اسْتَحْكَمَتْ فِي عُنُقِهِ رِبْقَةُ شِقْوَتِهِ، أَسِيرُ. . . قَدْ أَخْلَقَ الْبَلَاءُ فِيهَا جَدَتَهُ. أَلَسْتَ أَنْتَ صَاحِبَ الْغَالِيَةِ فِي صَدْرِكَ، وَالْمِرْآةِ الَّتِي تَصَفَّحُ بِهَا وَضَاءَةَ وَجْهِكَ، وَالْمِقَصِّ الَّذِي كُنْتَ تَنَاوَلُ بِهِ الشَّعَرَةَ تَرَاهَا فِي غَيْرِ مَوَاضِعِهَا مِنْ خَدِّكَ، وَصَاحِبِ السِّوَاكِ الَّذِي كُنْتَ تَخَلَّلُ بِهِ قُلْحَ أَسْنَانِكَ، وَالْكُحْلِ الَّذِي كُنْتَ تُزَيَّنُ بِهِ قُرَّةَ عَيْنِكَ؟ أَلَا بَلَى، فَكَيْفَ كَانَتِ النَّارُ حِينَ دَخَلْتَهَا، وَصِرْتَ إِلَى مَالِكٍ وَخَزَنَتِهَا؟ "

<<  <   >  >>