أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ زَيْدٍ الْخَطَّابِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْيٍ، فَأَمَرْتُ فَاطِمَةَ أَنْ تَأْتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْتَخْدِمُهُ. قَالَ: وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَطْحَنُ وَتَعْجِنُ بِيَدِهَا حَتَّى تَنَفَّطَتْ، فَانْطَلَقَتْ فَاطِمَةُ - وَكَانَ يَوْمَ عَائِشَةَ - فَلَمْ تَجِدِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَجَعَتْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ: وَلَمْ يَرْجِعْ حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ جَاءَتْ فَاطِمَةُ الْيَوْمَ إِلَيْكَ مِرَارًا تَطْلُبُكَ كُلَّ ذَلِكَ لَا تَجِدُكَ - وَقَالَ: فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ - فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا جَاءَ بِهَا الْيَوْمَ إِلَّا حَاجَةٌ» . فَخَرَجَ حَتَّى قَامَ عَلَى الْبَابِ. قَالَ عَلِيُّ: وَقَدْ أَخَذْتُ أَنَا وَفَاطِمَةُ مَضَاجِعَنَا، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ تَحَرَّكْتُ لَأَقُومَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَمَا أَنْتُمَا عَلَى مَضَاجِعِكُمَا» فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا، وَأَدْخَلَ قَدَمَيْهِ بَيْنَهُمَا مِنَ الْبَرْدِ - قَالَ عَلِيُّ: حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي - فَقَالَ: «مَا جَاءَ بِكِ الْيَوْمَ يَا فَاطِمَةُ» ؟ قَالَتْ: طَحَنْتُ الْيَوْمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَتَّى شَقَّ عَلَيَّ وَتَنَفَّطَتْ يَدَايَ، فَأَتَيْتُكَ تُخْدِمُنِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟» فَقَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: «إِذَا أَخَذْتُمَا مَضْجَعَكُمَا فَكَبِّرَا اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَسَبِّحَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ» قَالَ عَلِيُّ: مَا تَرَكْتُهَا مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ الْكَوَّاءِ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قَالَ: وَيْلَكَ، مَا أَكْثَرَ مَا تُعَنِّفُنِي وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ، ذَكَرْتُهَا مِنْ آخِرِ السَّحَرِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute