حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ: " رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَنَا آخُذُ اللَّحْمَ عَنِ الْعَظْمِ، فَقَالَ: «قَرِّبِ اللَّحْمَ مِنْ فِيكَ، فَإِنَّهُ أَهْنَأُ وَأَمْرَأُ» قَوْلُهُ: «لَا يَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا» ، الْوَهْنُ: الضَّعْفُ قَالَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ: {رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي} [مريم: ٤] أَيْ ضَعُفَ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ، وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَهِنُوا} [آل عمران: ١٣٩] يَقُولُ: وَلَا تَضْعُفُوا وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: امْرَأَةٌ وَهْنَانَةٌ: فِيهَا فَتْرَةٌ وَبَهْنَانَةٌ: ضَحَّاكَةٌ، وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: لَقِيَ فُلَانٌ فُلَانًا، فَوَهَنَهُ عَنْهُ تَظَاهُرُ قَوْمِهِ أَيْ: أَضْعَفَهُ عَنْهُ، وَأَنْشَدَ:
[البحر الكامل]
وَهَنَ الْفَرَزْدَقُ يَوْمَ جَرَّبَ سَيْفَهُ ... قَيْنٌ بِهِ حُمَمٌ وَآمٌ أَرْبَعُ
⦗١٠٥٧⦘
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: " حُمَمٌ: سَوَادٌ قَوْلُهُ: «لَأَنْ أُزَاحِمَ جَمَلًا قَدْ هُنِئَ بِقَطِرَانٍ» الْهَنَاءُ: ضَرْبٌ مِنَ الْقَطِرَانِ، هَنَأْتُهُ: أَهْنَؤُهُ، وَأَهْنُؤُهُ وَأَخْبَرَنا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: أَهْنَأْتُ ضَيْفِي: أَطْعَمْتُهُ مَا يَكْفِيهِ دُونَ الشِّبَعِ، قَالَ:
[البحر الطويل]
هَنَأْنَاهُمْ حَتَّى أَعَانَ عَلَيْهِمُ مِنَ ... الدَّلْوِ أَوْ نَوْءِ السِّمَاكِ سِجَالُهَا
وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ:
وَحَيٍّ حِلَالٍ قَدْ هَنَأْنَا جَرَبَّةٍ ... وَمَرَّتْ لَهُمْ نَعْمَاؤُنَا بِالْأَيَامِنِ
وَقَالَ طُفَيْلٌ:
هَنَأْنَا فَلَمْ نَمْنُنْ عَلَيْهِ طَعَامَنَا ... فَرَاحَ يُبَارِي كُلَّ رَأْسٍ مُرَجَّلِ
قَوْلُهُ: «فَإِنَّهُ أَهْنَأُ، وَأَمْرَأُ» : يُقَالُ: هَنَّأَنِي الطَّعَامُ يُهْنِئُنِي، وَكُلُّ أَمْرٍ ⦗١٠٥٨⦘ أَتَاكَ بِلَا مَشَقَّةٍ، وَلَا مِنَّةٍ، وَلَا تَبَعَةِ مَكْرُوهٍ، فَهُوَ هَنِئٌ، الْفِعْلُ هَنِئَ يَهْنَأُ قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
فَلَا يَهْنَأِ الْوَاشِينَ أَنِّي هَجَرْتُهَا ... وَأَظْلَمَ لَيْلِي دُونَهَا، وَنَهَارُهَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute