حَدَّثَنَا عُقْبَةُ , حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ , ⦗١٤٥⦘ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ , «أَنَّهَا جَعَلَتْ شَعَائِرَ ذَهَبٍ فِي رَقَبَتِهَا , فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَأَعْرَضَ عَنْهَا» قَوْلُهُ: «أَشْعَرَ هَدْيَهُ» أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: يُشْعِرُهَا بِحَدِيدَةٍ: يَطْعُنُهَا فِي سَنَامِهَا مِنْ جَانِبِهَا الْأَيْمَنِ حَتَّى يَخْرُجَ الدَّمُ شَعَائِرُ الْهُدَى: وَاحِدُهَا شَعِيرَةٌ: مَا أُشْعِرَ لِمَوْقِفٍ , أَوْ مَنْحَرٍ , أَوْ مَشْعَرٍ , أَيْ: أُعْلِمَ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْإِشْعَارُ أَنْ تَطْعَنَ الْبَدَنَةَ حَتَّى يَسِيلَ دَمُهَا , وَأَشْعَرَهُ سِنَانًا: أَيْ أَلْزَقَهُ , وَالْإِشْعَارُ: إِلْزَاقُكَ الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ قَالَ:
نُقَتِّلُهُمْ جِيلًا فَجِيلًا تَرَاهُمُ ... شَعَائِرَ قُرْبَانٍ بِهِمْ يُتَقَرَّبُ
قَوْلُهُ: «أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ» : أَيِ اجْعَلْنَهُ شِعَارًا يَلِي جِلْدَهَا , أَيْ: نَشِّفْنَهَا بِهِ ⦗١٤٦⦘ قَوْلُهُ: «أَنْتُمُ الشِّعَارُ» الشِّعَارُ: الثَّوْبُ يُلْزِقُهُ الرَّجُلُ بِجِلْدِهِ , يَقُولُ: أَنْتُمْ فِي الْقُرْبِ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ الشِّعَارِ مِنَ الرَّجُلِ «وَالنَّاسُ دِثَارٌ» : وَالدِّثَارُ: مَا لَبِسَهُ فَوْقَ الشِّعَارِ , أَيْ: فَأَنْتُمْ أَقْرَبُ مِنْهُمْ قَوْلُهُ: «فِي قَتِيلٍ أَشْعَرَهُ» , وَقَوْلُهُ: «يُشْعِرُ كُلَّ وَاحِدٍ سَهْمًا» , أَيْ: يُخَالِطُ بِهِ قَلْبَهُ , يُقَالُ: أَشْعَرَ فُلَانٌ قَلْبِيَ هَمًّا , أَيْ: أَلْبَسَهُ , جَعَلَهُ شِعَارَ الْقَلْبِ قَوْلُهُ: " فَدَخَلَ رَجُلٌ أَشْعَرُ , يَقُولُ: كَثِيرُ شَعَرِ الْجَسَدِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: شَعَّرُ الْجَنِينُ تَشْعِيرًا , وَهُوَ مُشَعِّرٌ: إِذَا نَبَتَ شَعْرُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ لِنِصْفِ الْحَمْلِ , وَأُشْعِرَ الْخُفُّ إِشْعَارًا وَهُوَ مُشْعَرٌ قَوْلُهُ: «مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةٌ» الشِّعْرُ: الْقَرِيضُ؛ لِأَنَّ الشَّاعِرَ يَفْطِنُ لِمَا لَا يَفْطِنُ لَهُ غَيْرُهُ شَعَرْتُ: فَطُنْتُ , أَشْعُرُ شِعْرًا وَشِعْرٌ شَاعِرٌ , أَيْ: مَشْعُورٌ بِهِ فَجَازَ أَنْ يُقَالُ: شَاعِرٌ , كَقَوْلِكَ: طَرِيقٌ سَالِكٌ: أَيْ: مَسْلُوكٌ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: شَعَرَ الرَّجُلُ يَشْعُرُ شِعْرًا , وَهُوَ شَاعِرٌ وَقَالَ الْخَلِيلُ: جَمْعُ شِعْرٍ أَشْعَارٌ , وَيَجُوزُ: شُعُورٌ , كَمَا قَالَ الْكُمَيْتُ:
يَزِينُ شُعُورِيَ مَا قُلْتُ فِيكَ ... إِذَا زَانَ شَعْرَ الْمِقَصِّ النَّسَبْ
⦗١٤٧⦘
قَوْلُهُ: «يَضْرِبُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ» , يُقَالُ: رَجُلٌ شَعْرَانِيٌّ: طَوِيلُ شَعَرِ الرَّأْسِ. وَأَشْعَرُ: كَثِيرُ شَعَرِ الْجَسَدِ وَالشَّعَرُ مَا لَيْسَ بِصُوفٍ , وَلَا وَبَرٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ} [النحل: ٨٠]- يَعْنِي الْإِبِلَ وَالْبَقَرَ وَالْغَنَمَ - {بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا} [النحل: ٨٠] يَقوُلُ: أَصْوَافُ الضَّأْنِ , وَأَوْبَارُ الْإِبِلِ , وَأَشْعَارُ الْمَعْزِ , وَالْجَمْعُ: شُعُورٌ , وَأَشْعَارٌ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ:
[البحر الرجز]
أَلَمْ تَرَوْا إِذْ حَلَّقُوا الْأَشْعَارَا
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِذَا أَشْعَرَ الْجَنِينُ» : أَيْ: نَبَتَ شَعْرُهُ