للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ , حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ الْعَطَّارُ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ , عَنْ حَفْصِ بْنِ مُبَارَكٍ , عَنْ رَجُلٍ , مِنْ بَنِي سَدُوسٍ , يُقَالُ لَهُ: جَزْءٌ أَوْ رَجْزٌ السَّدُوسِيُّ ⦗٤٣٠⦘: أَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِتَمْرٍ مِنْ تَمْرِ الْيَمَامَةِ , فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قُلْتُ: الْجُذَامِيُّ , قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي الْجُذَامِيِّ» قَوْلُهُ: «لَا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى الْمُجَذَّمِينَ» وَكَانَ فِي ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ , وَالْجُذَامُ: دَاءٌ يَعْتَرِضُ فِي الرَّأْسِ يَتَشَوَّهُ مِنْهُ الْوَجْهُ , فَإِدَامَةُ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ. . . مَا لِيَسْتَكِينُوا لِذَلِكَ , وَيَرَوْا فَضْلَ غَيْرِهِمْ عَلَيْهِمْ , فَيَقِلَّ شُكْرُهُمْ , فَيَقُولُ: يَكْفِيَكُمْ قَلِيلُ النَّظَرِ عَنِ الْإِدَامَةِ , وَالْحَمْدُ عَلَى الْعَافِيَةِ وَلَهُ وَجْهٌ آخَرُ: يَخَافُ أَنْ يَتَّصِلَ بِالنَّاظِرِ مِنَ الْمَجْذُومِ مِنْ دَائِهِ مَا يُؤْذِيهِ كَمَا يَتَّصِلُ بِالْعَيْنِ الَّذِي أَصَابَتْهُ الْعَيْنُ مِنَ الْعَائِنِ فَقَدْ زَعَمَ الْأَصْمَعِيُّ عَنْ أَعْرَابِيٍّ كَانَ شَدِيدَ الْعَيْنِ قَالَ: إِذَا رَأَيْتُ شَيْئًا يُعْجِبُنِي انْفَصَلَ مِنْ عَيْنِي حَرَارَةٌ شَدِيدَةٌ , فَكَأَنَّ تِلْكَ الْحَرَارَةَ اتَّصَلَتْ بِالْمَعِينِ , فَعَمِلَتْ فِيهِ وَقَوْلُهُ: «ارْجِعْ فَقَدْ بَايَعْنَاكَ» أَظُنُّهُ خَافَ أَنْ يُدِيمَ النَّظَرَ إِلَيْهِ ⦗٤٣١⦘ لِمَا غَيَّرَ الْجُذَامُ مِنْ خَلْقِهِ فَيَكْتَئِبُ الْمَنْظُورُ إِلَيْهِ , وَيَقِلُّ شُكْرُهُ إِذِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ وَعَافَى غَيْرَهُ قَوْلُهُ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ» يَقُولُ: تَرَكَ الْعَمَلَ بِهِ , كَمَا قَالَ: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: ٦٧] أَيْ تَرَكُوا الْعَمَلَ بِطَاعَتِهِ فَنَسِيَهُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ: تَرَكَهُمْ «لَقِيَ اللَّهَ أَجْذَمَ» مَقْطُوعَ الْيَدِ عَنِ التَّنَاوِلِ مِنْ خَيْرِ الْآخِرَةِ شَيْئًا وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:

[البحر الطويل]

وَمَا كُنْتُ إِلَّا مِثْلَ قَاطِعِ كَفِّهِ ... بِكَفٍّ لَهُ أُخْرَى فَأَصْبَحَ أَجْذَمَا

وَقَالَ آخَرُ:

[البحر الطويل]

وَكُنْتُ كَذِي رِجْلَيْنِ أَصْبَحَ رَاضِيًا ... بِوَاحِدَةٍ جَذْمَاءَ مِنْ قَصَبٍ عُشْرِ

قَوْلُهُ «إِلَّا لَهُ جِذْمٌ» هُوَ الْأَصْلُ وَأَنْشَدَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو لِتَمِيمِ بْنِ أُبَيٍّ يَرْثِي عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ:

لِيَبْكِ بَنُو عُثْمَانَ مَا دَامَ جِذْمُهُمْ ... عَلَيْهِ بِأَصْلَالٍ تُعَرَّى وَتُخْشَب

لِيَبْكُوا عَلَى خَيْرِ الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا ... تَخَوَّنَهُ رَيْبٌ مِنَ الدَّهْرِ مُعْطِبُ

⦗٤٣٢⦘

وَيَا عَجَبَا لِلدَّهْرِ كَيْفَ أَصَابَهُ؟ ... وَمِنْ مِثْلِ مَا لَاقَى ابْنُ عَفَّانَ يُعْجَبُ

الْأَصْلَالُ: السُّيُوفُ , وَالْأَصْلَالُ: الدَّوَاهِي , الْوَاحِدَةُ: صِلٌّ , وَتُخْشَبُ: تُصْقَلُ وَتُلَيَّنُ وَالْجَذْمُ: سُرْعَةُ الْقَطْعِ , وَالْإِجْذَامُ: السُّرْعَةُ فِي السَّيْرِ، وَالْإِجْذَامُ: الْإِقْلَاعُ عَنِ الشَّيْءِ وَالْجُذَامِيُّ: نَخْلَةٌ بِالْيَمَامَةِ لَا أَعْرِفُ كَيْفَ هِيَ , وَلَهُمْ تَمْرٌ يُقَالُ لَهُ: يَبْذَخُ , وَلَهُمُ الْخَضْرَاءُ أَفْضَلُ نَخْلِهِمْ , هِيَ خَضْرَاءُ إِمَامَةَ نَبْتِ ثَاجٍ صَغِيرَةُ التَّمْرِ وَخَضْرَاءُ: عُلَيْبَةٌ فَاخِرَةٌ جَيِّدَةٌ وَالْعَتُودُ وَالْعَذْرَاءُ: حَسَنَةُ الطُّولِ تَزِيدُ فِي كُلِّ عَامٍ قَامَةً , شَدِيدَةُ الْجِذْعِ ⦗٤٣٣⦘ وَالْفَيْحَاءُ: نَخْلَةٌ كَثِيرَةُ الْحِمْلِ , وَنَخَلَاتٌ نَبَاتُهُ حَمْرَاءُ , رَقِيقَةُ الْقِشْرِ وَجُذَامٌ: قَبِيلَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ حَالَفُوا الْيَمَنَ فَهُمُ الَّذِينَ بَكَاهُمُ الْكُمَيْتُ , وَزَعَمُوا أَنَّ شُعَيْبًا مِنْهُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>