كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان

كتاب الفتن - ٢ - باب في النهي عن السعي في الفتنة - ج: 17 - ص: 26

مبالغة في التأكيد على التباعد عن الفتن واعتزال فرقها، كما تقدم (و) إن (لمن ابتلي) اللام المفتوحة جواب القسم، و (من) بفتح الميم شرطية، و (ابتلي) في موضع جزم بها (فصبر) معطوف عليه، أي: من وقع في الفتنة وصبر على ظلم الناس له ولغيره واحتمل أذاهم ولم يحاربهم ولا دافع عن نفسه حتى قتل (فواهًا) الفاء جواب الشرط، و (واهًا) بالتنوين اسم فعل، أي: فطوبى له بما حصل له من الأجر، قال في "النهاية": قيل: معنى هذِه الكلمة: التلهف، وقد يوضع موضع الإعجاب بالشيء، يقال: واهًا له. وقد ترد بمعنى التوجع، يقال فيه: آهًا. يعني بهمزة وتنوين (هًا)، ومنه حديث أبي الدرداء: ما أنكرتم من زمانكم فبما غيرتم من أعمالكم، إن يكن خيرًا فواهًا واهًا، وإن يكن شرًّا فآهًا آهًا (١). والألف فيها غير مهموزة (٢).

* * *

---

(١) رواه الطبراني في "معجم الشاميين" ١/ ٣٨ (٢٦)، وأبو نعيم في "الحلية" ٥/ ٢٤٩. قال الهيثمي في "المجمع" ١٠/ ٢٣١: رواه الطبراني وإسناده حسن.
(٢) "النهاية" ٥/ ١٤٤.