للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نفسك لغيرك. قال الحسن البصري: حقيقة حسن الخلق بذل المعروف، وكف الأذى وطلاقة الوجه. قال القاضي: إن حسن الخلق منه ما هو غريزة، ومنه ما هو مكتسب بالتخلق والاقتداء بغيره (١).

[٤٦٧٨] (ثنا أحمد بن حنبل، ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن أبي الزبير) محمد بن مسلم المكي (عن جابر -رضي اللَّه عنه- قال: قال (٢) رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: بين العبد وبين الكفر) لفظ مسلم: "بين الرجل وبين الشرك والكفر" (٣) (ترك الصلاة) مذهب الشافعي (٤) ومالك (٥) والجماهير من السلف والخلف (٦) أن تارك الصلاة لا يكفر بل يفسق ويستتاب، فإن تاب وإلا قتلناه حدًّا كالزاني المحصن، ولكنه يقتل بالسيف.

فذهب جماعة من السلف إلى أنه يكفر، وهو مروي عن علي وهو إحدى الروايتين، وبه قال عبد اللَّه بن المبارك وإسحاق بن راهويه، وابن حبيب من المالكية، وهو وجه لبعض أصحابنا من الشافعية.

وقال أبو حنيفة والمزني: لا يكفر ولا يقتل بل يعزر ويحبس حتى يصلي (٧)، وتأول القائلون بأنه لا يكفر وهذا الحديث بأنه يستحق بترك


(١) "إكمال المعلم" ٧/ ٢٨٥.
(٢) جاءت كلمة: قال. في (ل)، (م) قبل كلمة: بين. الآتية.
(٣) مسلم (٨٢).
(٤) "الأم" ٢/ ٥٦٣.
(٥) انظر: "البيان والتحصيل" ١/ ٤٧٥.
(٦) انظر: "التمهيد" ٤/ ٢٢٥، "المغني" ٣/ ٣٥١.
(٧) انظر: "النتف في الفتاوى" ٢/ ٦٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>