للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} (١) أي: منها [الدعوة الأولى وهو الأذان (من صلاة الفجر)] (٢). والمعنى هنا: فإذا فرغ المؤذن من الأذان الأول (٣). يريد أنه لا يصلي ما دام المؤذن في الأذان، فإذا فرغ من الأذان وسكت قام فصلى ركعتي الفجر، ويقاس على أذان الفجر سائر الأذان، فلا يشرع المؤذن في سنة الظهر والعصر والمغرب والعشاء حتى يفرغ المؤذن من الأذان، وهذِه الرواية المشهورة في سكت بالمثناة فوق.

قال المنذري: ورواه سويد عن ابن المبارك (سكب) بالباء الموحدة، وكذا ذكره في "النهاية" (٤) في مادة سكب بالباء الموحدة. قال بعضهم: سكب وسكت بمعنى، وقال غيره: سكب يريد أذن، قال: والسكب الصب، وأصله في الماء يصب (٥)، وقد يستعار السكب فيستعمل للإفاضة في الكلام كقول القائل: أفرغ في أذني كلامًا أي ألقى وصب فيها كلامًا لم أسمع مثله، وقد تأتي (٦) الباء بمعنى عن كقوله تعالى: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} (٧) أي: عنه (٨).


(١) الإنسان: ٦.
(٢) سقط من (م).
(٣) سقط من (م).
(٤) "النهاية" (سكب).
(٥) من (ل، م)، ومصادر التخريج.
(٦) من (س، ل، م).
(٧) الفرقان: ٥٩.
(٨) "شرح سنن أبي داود" للعيني ٥/ ٢٤٢ - ٢٤٣، و"شرح البخاري" لابن بطال ٢/ ٢٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>