٩٣٥ - نا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةٍ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ، فَرَفَعْنَا إِلَى الْقَبْرِ، وَلَمْ يُفْرَغْ مِنْ لَحْدِهِ، قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَقِيِّ الْقَبْرِ يُوصِي الْحَافِرَ، وَيَقُولُ: «أَوْسِعْ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ، أَوْسِعْ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ» فَلَمَّا رَجَعْنَا لَقِينَا رَجُلًا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانَةً تَدْعُوكَ وَأَصْحَابَكَ، فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْنَا مَعَهُ، حَتَّى قَعَدَ وَقَعَدَ الْقَوْمُ، وَقَعَدْنَا مِنْ آبَائِنَا مَقْعَدَ الْغِلْمَانِ مِنْ آبَائِهِمْ، وَجِيءَ بِالطَّعَامِ حَتَّى وُضِعَ، وَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فِي الطَّعَامِ، وَوَضَعْنَا أَيْدِينَا، فَأَخَذُوا مِنْهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَأْخُذُوا، ثُمَّ نَظَرُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلُوكُ أُكْلَتَهُ فِي فِيهِ، فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ بِأَيْدِيهِمْ عَنِ الطَّعَامِ، وَأَمْسَكَ آبَاؤُنَا مَا بِأَيْدِينَا عَنِ الطَّعَامِ حَتَّى يَنْظُرُوا مَا يَصْنَعُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ أُكْلَتَهُ وَأَلْقَاهَا مِنْ فِيهِ، وَقَالَ: «أَجِدُ لَحْمَ شَاةٍ أُخِذَتْ بِغَيْرِ إِذَنْ أَهْلِهَا» فَجَاءَتِ الْمَرْأَةُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَ فِي نَفْسِي أَنْ أَجْمَعَكَ وَأَصْحَابَكَ عَلَى طَعَامٍ، فَأَرْسَلْتُ إِلَى الْبَقِيعِ، فَلَمْ أَجِدْ شَاةً تُبَاعُ، وَكَانَ أَخِي عَامِرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، اشْتَرَى أَمْسِ شَاةً مِنَ الْبَقِيعِ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ أَنْ أَرْسَلِهَا إِلَيَّ، فَلَمْ يُوجَدْ فَرَفَعَهَا أَهْلُهُ إِلَى رَسُولِي، فَقَالَ: «أَطْعِمُوهَا الْأَسْرَى»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute