للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٥ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ , ⦗١١٣⦘ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ ⦗١١٤⦘ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " فَاتَنِي الْعَشَاءُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقُلْتُ لِأَهْلِي: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ قَالُوا: لَا , فَلَمَّا أَخَذْتُ مَضْجَعِي جَعَلْتُ أَتَقَلَّبُ عَلَى فِرَاشِي فَلَا يَأْتِينِي النَّوْمُ , فَقُلْتُ: إِنِّي لَوْ خَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ رَكَعَاتٍ فَتَعَلَّلْتُ حَتَّى أُصْبِحَ , فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ رَكَعَاتٍ , ثُمَّ جَلَسْتُ , فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ إِذْ طَلَعَ عُمَرُ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: هَذَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: مَا أَخْرَجَكَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ قَالَ: وَأَنَا وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا ذَلِكَ , فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ جَالِسَانِ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَبَدَرَنِي عُمَرُ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا أَبُو بَكْرٍ وَهَذَا أَنَا عُمَرُ , قَالَ: «مَا أَخْرَجَكُمَا فِي هَذِهِ السَّاعَةِ؟» قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُ سَوَادًا فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا أَبُو بَكْرٍ , فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةِ؟ فَقَالَ الْجُوعُ , فَقُلْتُ لَهُ: وَأَنَا وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الْجُوعُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَنَا مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الَّذِي أَخْرَجَكُمَا , انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْوَاقِفِيِّ أَبِي الْهَيْثَمِ ⦗١١٥⦘ بْنِ التَّيْهَانِ لَعَلَّنَا نُصِيبُ عِنْدَهُ شَيْئًا» فَانْطَلَقْنَا فِي الْقَمَرِ حَتَّى أَتَيْنَا الْحَائِطَ فَقَرَعْنَا الْبَابَ , فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ , فَفَتَحَتْ لَنَا الْبَابَ , فَدَخَلْنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيْنَ بَعْلُكِ؟» قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنْ حِسْيِ بَنِي حَارِثَةَ وَالَآنَ يَأْتِيكُمْ , فَجَلَسْنَا حَتَّى أَتَى بِقِرْبَةٍ فَمَلَأَهَا فَعَلَّقَهَا بِكِرْنَافَةٍ مِنْ كَرَانِيفِ ⦗١١٦⦘ النَّخْلِ , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِصَاحِبَيْهِ , مَا زَارَ النَّاسَ مِثْلُ مَنْ زَارَنِي اللَّيْلَةَ , ثُمَّ قَطَعَ عَذْقًا فَوَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِينَا , فَجَعَلْنَا نَأْكُلُ مِنْهُ , ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ فَجَالَ فِي الْغَنَمِ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَزَمْتُ عَلَيْكَ أَنْ تَذْبَحَ لَنَا ذَاتَ دَرٍّ» فَذَبَحَ وَسَلَخَ وَقَطَّعَ فِي الْقَدْرِ , وَقَامَتِ الْمَرْأَةُ فَطَحَنَتْ وَعَجَنَتْ وَخَبَزَتْ حَتَّى بَلَغَ الْخُبْزُ وَاللَّحْمُ , ثُمَّ ثَرَدَ وَغَرَفَ , ثُمَّ جَاءَ بِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِينَا , فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا , ثُمَّ قَامَ إِلَى الْقِرْبَةِ وَقَدْ سَفَتْهَا الرِّيحُ , حَتَّى بَرَدَتْ فَصَبَّ مِنْهَا فِي الْإِنَاءِ , ثُمَّ نَاوَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَرِبَ , ثُمَّ نَاوَلَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ خَرَجْنَا لَمْ يُخْرِجْنَا إِلَّا الْجُوعُ , ثُمَّ لَمْ نَرْجِعْ حَتَّى أَصَبْنَا هَذَا , هَذَا وَرَبِّكُمُ النَّعِيمُ , لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا» ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا لَكَ خَادِمٌ يَسْقِيكَ مِنَ الْمَاءِ؟» قَالَ: لَا , قَالَ: «فَانْظُرْ أَوَّلَ سَبْيٍ يَجِيئُنَا فَأْتِنَا حَتَّى نُخْدِمَكَ خَادِمًا» فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ أَتَاهَ سَبْيٌ , فَأَتَاهُ الْوَاقِفِيُّ فَقَالَ ⦗١١٧⦘: مَوْعِدُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ: «نَعَمْ , هَذَا سَبْيٌ اخْتَرْهُمْ» قَالَ: كُنْ أَنْتَ الَّذِي تَخْتَارُ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ: «خُذْ هَذَا وَأَحْسِنْ إِلَيْهِ» فَانْطَلَقَ بِهِ حَتَّى أَتَى بِهِ امْرَأَتَهُ فَقَالَ: هَذَا مَوْعِدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَتْ: مَا قُلْتَ لَهُ وَمَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: قَالَ لِي: «هَذَا سَبْيٌ اخْتَرْهُمْ» فَقُلْتُ لَهُ: كُنْ أَنْتَ الَّذِي تَخْتَارُ لِي , فَقَالَ: «خُذْ هَذَا الْغُلَامَ وَأَحْسِنْ إِلَيْهِ» فَقَالَتْ: قَدْ قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحْسِنْ إِلَيْهِ , فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ كَمَا أَمَرَكَ , قَالَ: وَمَا الْإِحْسَانُ إِلَيْهِ قَالَتْ: أَنْ تَعْتِقَهَ , فَأَعْتَقَهُ

<<  <   >  >>