١٤٦٥ - نَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، نَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدٍ أَبُو سَلَمَةَ، نَا الْجُنَيْدُ بْنُ أَمِينِ بْنِ ذِرْوَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ بُهْصُلٍ الْحِرْمَازِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ نَضْلَةَ بْنِ بُهْصُلٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: الْأَعْشَى، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَعْوَرِ كَانَتْ عِنْدَهُ امْرَأَةٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهَا: مُعَاذَةُ فَخَرَجَ يَمْتَارُ لِأَهْلِهِ مِنْ هَجَرَ، فَهَرَبْتِ امْرَأَتُهُ بَعْدَهُ نَاشِزًا عَلَيْهِ، فَعَاذَتْ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: مُطَرِّفُ بْنُ بُهْصُلِ بْنِ كَعْبِ بْنِ قَشْعِ بْنِ دُلَفِ بْنِ أُمَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحِرْمَازِ فَجَعَلَهَا خَلْفَ ظَهْرِهِ ⦗٤٤٢⦘، فَلَمَّا قَدِمَ لَمْ يَجِدْهَا فِي بَيْتِهِ فَأُخْبِرَ أَنَّهَا نَشَزَتْ عَلَيْهِ، وَأَنَّهَا عَاذَتْ بِمُطَرِّفِ بْنِ بُهْصُلٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَمِّ، عِنْدَكَ امْرَأَتِي فَادْفَعْهَا إِلَيَّ، قَالَ: لَيْسَتْ عِنْدِي، وَلَوْ كَانَتْ عِنْدِي لَمْ أَدْفَعْهَا إِلَيْكَ، قَالَ: وَكَانَ مُطَرِّفٌ أَعَزَّ مِنْهُ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَاذَ بِهِ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
[البحر الرجز]
يَا سَيِّدَ النَّاسِ وَدَيَّانَ الْعَرَبْ ... إِلَيْكَ أَشْكُو ذَرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ
كَالذِّئْبَةِ الْغَبْسَاءِ فِي طَلِّ السَّرَبْ ... خَرَجْتُ أَبْغِيهَا الطَّعَامَ فِي رَجَبْ
قَدْ خَلَفَتْنِي بِنِزَاعٍ وَهَرَبْ ... أَخْلَفَتِ الْعَهْدَ وَلَطَّتْ بِالذَّنَبْ
وَوَذَرَتْنِي بَيْنَ غُصْنٍ مُؤْتَشَبٍ ... وَهُنَّ شَرٌّ غَالِبٌ لِمَنْ غَلَبْ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَهُنَّ شَرٌّ غَالِبٌ لِمَنْ غَلَبَ» فَشَكَا إِلَيْهِ امْرَأَتَهَ مُعَاذَةَ، وَأَنَّهَا عِنْدَ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: مُطَرِّفُ بْنُ بُهْصُلٍ، فَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا: «انْظُرْ هَذَا امْرَأَتَهُ مُعَاذَةَ فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ» ⦗٤٤٣⦘، فَأَتَاهُ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُرِئَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا مُعَاذَةُ، هَذَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ وَأَنَا دَافِعُكِ إِلَيْهِ، قَالَتْ: فَخُذْ لِي الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ أَنْ لَا يُعَاقِبَنِي فِيمَا صَنَعْتُ، فَأَخَذَ لَهَا ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ مُطَرِّفٌ امْرَأَتَهُ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
[البحر الطويل]
لَعَمْرُكَ مَا حُبِّي مُعَاذَةَ بِالَّذِي ... يُغَيِّرُهُ الْوَاشِي وَلَا قَدُمُ الْعَهْدُ
وَلَا سُوءُ مَا جَاءَتْ بِهِ إِذْ أَزَلَّهَا ... غُوَاةُ رِجَالٍ إِذْ يُنَادُونَهَا بَعْدِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute