٣٠٠ - نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَةَ رَهْطٍ إِلَى يَهُودِيٍّ كَانَ يَسْكُنُ الْحِجَازَ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ، فَلَمَّا بَلَغُوا كَانَ لِلْيَهُودِيِّ حِصْنٌ يُغْلِقُهُ عَلَيْهِ، فَانْتَدَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ حَتَّى أَتَى بَابَ الْحِصْنِ فَقَعَدَ وَغَطَّى رَأْسَهُ ⦗٢١٦⦘ كَأَنَّهُ يَقْضِي حَاجَتَهُ، فَقَالَ لَهُ الْبَوَّابُ: ادْخُلْ قَبْلَ أَنْ أُغْلِقَ الْبَابَ، فَدَخَلَ فَلَمَّا ذَهَبَ الْبَوَّابُ أَخَذَ الْمِفْتَاحَ فَفَتَحَ بَابًا وَأَغْلَقَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ فَتْحَ بَابًا آخَرَ وَأَغْلَقَهُ عَلَيْهِ حَتَّى فَتَحَ مَا شَاءَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى الْيَهُودِيِّ وَهُوَ فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ، وَكَانَ الْيَهُودِيُّ يُسَمِّي عَبْدَهُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَبَا رَافِعٍ، فَأَجَابَهُ، فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً لَمْ تُغْنِ شَيْئًا وَصَاحَ، فَخَرَجَ ثُمَّ دَخَلَ فَقَالَ: أَبَا رَافِعٍ مَا هَذَا الصَّوْتُ؟ ثُمَّ دَنَا مِنْهُ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً أُخْرَى، حَتَّى سَمِعَ صَوْتَهُ فِي صُلْبِهِ، ثُمَّ خَرَجَ يُفْتَحُ الْأَبْوَابَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِهَا بَابًا كَانَتْ عَتَبَةٌ، فَوَقَعَ مِنْهَا فَانْكَسَرَتْ سَاقَاهُ، فَعَصَبَهُمَا بِخِرْقَةٍ كَانَتْ مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: لَعَلِّي لَمْ أَقْتُلْهُ، فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى نَادَى مُنَادٍ: أَنْعِي لَكُمْ أَبَا رَافِعٍ، فَجَاءَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَحَمَلُوهُ، أَوْ يَتَوَكَّأُ عَلَيْهِمْ، حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَسَحَ لَهُ رِجْلَهُ فانْجَبَرَتْ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute