١٩٣٤ - حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ح وَحَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَا: ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، حَدَّثَهُ قَالَ: كَتَبَ مَعِي مُعَاوِيَةُ إِلَى عَائِشَةَ قَالَ: وَآلُ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ فِي النَّاسِ مِنْ شِيعَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَمَنْ شِيعَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: فَسِرْتُ حَتَّى نَزَلْتُ تَبُوكًا فِي نَاحِيَةٍ إِلَى جَانِبِ قَادَةَ، فَإِذَا شَيْخَانِ قَدْ أَقْبَلَا إِلَيَّ، فَقَالَا: مَنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَا: وَمِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، ثُمَّ إِنِّي ⦗١٣٠⦘ قُمْتُ أُرِيدُ هِرَاقَةَ الْمَاءِ، فَسَمِعْتُ أَحَدَهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: لَقَدْ ضَرَبْتَ فِيهِ الْأَنْصَارَ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَيْهِمَا قَالَا: يَا عَبْدَ اللَّهِ نَنْشُدُكَ بِاللَّهِ أَضُرِبَتْ فِيكَ الْأَنْصَارُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ أُمِّي امْرَأَةٌ مِنْ أنَفْسِ الْأَنْصَارِ، وَإِنِّي مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا زَالَ الْحَدِيثُ يَجْرِي بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، فَإِذَا هُمْ مِنْ شِيعَةِ عُثْمَانَ فَأَطْلَعْتُهُمَا عَلَى أَمْرِي، وَأَنْبَأْتُهُمَا بِنَحْوِي، فَأَرْشَدَانِي الطَّرِيقَ، وَأَمَرَانِي بِرَأْيِهِمَا، قَالَ: فَقَدِمْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَدَفَعْتُ إِلَيْهَا كِتَابَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ أَلَا أُحَدِّثُكَ شَيْئًا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: فَإِنِّي كُنْتُ عِنْدَهُ أَنَا وَحَفْصَةُ يَوْمًا مِنْ ذَاكٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ كَانَ عِنْدَنَا رَجُلٌ يُحَدِّثُنَا؟» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَبْعَثُ لَكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ: «لَوْ كَانَ عِنْدَنَا رَجُلٌ يُحَدِّثُنَا؟» فَقَالَتْ حَفْصَةُ: أَلَا أَبْعَثُ لَكَ إِلَى عُمَرَ؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ دَعَا إِنْسَانًا فَأَسَرَّ إِلَيْهِ سِرًّا، ثُمَّ أَرْسَلَهُ، فَمَا كَانَ حَتَّى أَقْبَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسَ إِلَيْهِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَحَدِيثِهِ، قَالَتْ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «يَا عُثْمَانُ إِنَّ اللَّهَ لَعَلَّهُ يُقَمِّصُكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ» يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فَأَيْنَ كُنْتِ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ قَالَتْ: يَا بُنَيَّ لَقَدْ نَسِيتُهُ حَتَّى مَا ظَنَنْتُ أَنِّي سَمِعْتُهُ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute