ثَنَا مُحَمَّدٌ , قَالَ: ثَنَا جَدِّي , قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: ثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّمَا صَلَّى صَلَاةً جَلَسَ لِلنَّاسِ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ كَلَّمَهُ، وَإِلَّا قَامَ فَدَخَلَ فَصَلَّى صَلَوَاتٍ لَا يَجْلِسُ، كُلَّمَا صَلَّى صَلَاةً دَخَلَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَحَضَرْتُ الْبَابَ فَقُلْتُ: يَا يَرْفَأُ أَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ شَكْوٌ؟ قَالَ: لَا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: فَجَلَسْتُ بِالْبَابِ فَجَاءَ ابْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَجَلَسَ، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ يَرْفَأَُ أَنْ جَاءَ فَقَالَ: قُمْ يَا ابْنَ عَفَّانَ، قُمْ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَدَخَلْنَا عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ صُبَرُ مِنَ الْمَالِ عَلَى صُبَرَةٍ، مِنْهَا كَتِفٌ، فَقَالَ: «إِنِّي نَظَرْتُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَوَجَدْتُكُمَا مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَشِيرَةً فَخُذَا هَذَا الْمَالَ فَأَقْسِمَاهُ فَإِنْ كَانَ فَضْلًا فَرَدَّاهُ» قَالَ: فَأَمَّا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَحَثَا، وَأَمَّا أَنَا فَجَثَوْتُ عَلَى رُكْبَتِيَ، فَقُلْتُ: فَإِنْ نَقَصَ شَيْئًا أَتْمَمْتَ لَنَا، وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: وَإِنْ كَانَ نُقْصَانُ رَدَدْتَ عَلَيْنَا؟ قَالَ: «نِشْنِشَةٌ مِنْ أَخْشَنَ، أَمَا كَانَ هَذَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِذْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ الْقِدَّ؟» قُلْتُ: بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ هَذَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِذْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute