١٧٧ - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ الرَّازِيُّ الْهِسِنْجَانِيُّ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ النَّصْرِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ⦗٥٤١⦘، أَنَّ ثَلَاثَةً دَخَلُوا فِي مَغَارٍ، فَانْطَبَقَ عَلَيْهِمُ الْجَبَلُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: هَذَا بِأَعْمَالِكُمْ، فَلْيَقُمْ كُلُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ فَلْيَذْكُرْ خَيْرَ عَمَلٍ عَمِلَهُ، فَقَامَ أَحَدُهُمْ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَكُنْتُ لَا أَغْتَبِقُ حَتَّى أَغْبِقَهُمَا، وَإِنِّي أَتَيْتُهُمَا لَيْلَةً بِغَبُوقِهِمَا فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُنَبِّهَهُمَا وَكَرِهْتُ أَنْ أَنْصَرِفَ حَتَّى يَغْتَبِقَا، فَلَمْ أَزَلْ قَائِمًا عَلَى رُءُوسِهِمَا حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْفَجْرِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَأَفْرِجْ عَنَّا، فَانْصَدَعَ الْجَبَلُ حَتَّى نَظَرُوا إِلَى الضَّوْءِ. ثُمَّ قَالَ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَتْ لِيَ ابْنَةُ عَمٍّ، وَكُنْتُ أُحِبُّهَا حُبًّا شَدِيدًا، وَإِنِّي سُمْتُهَا نَفْسَهَا، فَقَالَتْ: لَا إِلَّا بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَجَمَعْتُهَا لَهَا، فَلَمَّا أَمْكَنَتْنِي مِنْ نَفْسِهَا قَالَتْ: إِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَقُمْتُ وَتَرَكْتُهَا، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَأَفْرِجْ عَنَّا، فَانْفَرَجَ الْجَبَلُ حَتَّى كَادُوا يَخْرُجُونَ. ثُمَّ قَامَ الثَّالِثُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أُجَرَاءُ، وَأَنَّ أَجِيرًا مِنْهُمْ تَرَكَ عِنْدِي أَجْرَهُ، وَإِنِّي زَرَعْتُهُ فَأَخْصَبَ، حَتَّى اتَّخَذْتُ مِنْهُ عَبِيدًا وَمَالًا كَثِيرًا، ثُمَّ أَتَانِي بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَعْطِنِي أَجْرِي، فَقُلْتُ: هَذَا كُلُّهُ أَجْرُكَ، قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، لَا تَلْعَبْ بِي، فَأَخَذَهُ كُلَّهُ لَمْ يَتْرُكْ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَأَفْرِجْ عَنَّا، فَانْفَرَجَ عَنْهُمُ الْجَبَلُ حَتَّى خَرَجُوا "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute