للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(والدبسىّ): بضم الدال المهملة، وسكون الباء الموحدة، وكسر السين المهملة بعدها ياء مشددة: هو طائر صغير، قيل: هو ذكر اليمام.


= فقه الباب وخلاصته
إن الصلاة لا يتم واجب أدائها إلا بالاعتدال والطمأنينة في الركوع والسجود، ونهى صلى الله عليه وسلم عن السرعة في الصلاة وعدم الطمأنينة وافتراش كالسبع في الصلاة وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المسرع في صلاته لصا بل هو أشد ضررا على نفسه وأكثر أذى لها.
وإن الله تعالى لا ينظر إليه نظر رحمة ورأفة. هذا إلى الإخبار عن نقص إسلامه وثلم إيمانه وزيغه عن الملة وإلحاده على هذه الحال لقابل ربه مجرماً عاصياً على غير الملة المحمدية وشبه عمله الناقص في الصلاة بالثغرة في الجدار والثلمة في القصر المشيد، والتصدع فيه.
شبه صلى الله عليه وسلم: الذى لا يطمئن في اعتداله بالحبلى التى تمخضت عن جنين ميت لم ينتفع به، ولم تتوفر المشقة عليها، ولم تذق طعم الراحة من تعب الحمل ولم تذق ثمرة حملها.
وأخبر صلى الله عليه وسلم: بوجود ملكين يرافقان العبد، فإذا أحسن في صلاته صعدا بها وإلا فيلفان الصلاة كثوب خلق ويضربان بها وجهه. قال نابغة بن شيبان:
إن من يركب الفواحش سرا ... حين يخلو بسره غير خال
كيف يخلو وعنده كاتباه ... شاهداه، وربه ذو المحال
عن أبي عبيدة. قال معنى قوله عز وجل: (وهو شديد المحال) أي شديد المكر والعقوبة، ومنه قول عبد المطلب بن هاشم:
لا هم إن المرء يمـ ... نع رحله فامنع حلالك
لا يغلبن صليبهم ... ومحالهم غدراً محالك
لاهم: أي اللهم، والحلال بالكسر المقيمون يريد بالقوم سكان الحرم.
وأخبر أيضاً صلى الله عليه وسلم: أن الصلاة تؤدى ناقصة تذم مصليها وتسخط عليه وتدعو عليه بالويل والثبور، وتخرج سوداء مظلمة كالدخان، وقد رأى صلى الله عليه وسلم رجلا مسرعا فأمره بإعاده الصلاة مرارا حتى أتمها كاملة، وأرشده إلى النهج القويم، والطريقة المثلى. الحديث.
ثم أفاد صلى الله عليه وسلم أن ثواب الصلاة مقسم ثلاثة:
أ - للطهارة.
ب - للركوع.
جـ - للسجود.
وأن المفلح الفائز الناجح المصلى صلاة كاملة، وأنه صلى الله عليه وسلم أعطاه الله قوة الإبصار فيرى المأمومين وأن الصلاة عبارة عن توحيد وتشهد وتواضع وذلة، ومسكنة لله وطلب واستغفار ودعاء بالقبول وإنك تجد أيها القارئ حديثاً قدسياً عن الرب تبارك وتعالى يبين شرائط قبول الصلاة.
أ - التواضع لجلال الله، وطرح الكبر والعجب، والادعاء بالكذب.
ب - المودة والألفة، وعدم الشقاق والفخر، والتطاول على خلق الله.
جـ - الندم، والتوبة، والرجوع عن المعاصى، والإقلاع عن فعل الدنايا.
د - عدم الغفلة عن الله، وذكر الله دائما سراً وجهراً.
هـ - حب المساكين، والتودد إليهم، والإحسان، والشفقة، والرأفة بهم والصدقة عليهم وإكرامهم. =

<<  <  ج: ص:  >  >>