للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا حَكَمُ بن (١) المنذرِ بنَ (٢) الجارودْ (٣)

و:

....... يا عُمَرُ الجَوادَ (٤)

فإن الأول، على: (أنت)، والثاني، على: نداء ثانٍ، والثالث، على: (أعني)، فلمَّا كان هذا الاسم، الأصل فيه: أن لا يُوصَف لِما


(١) في (ج)، (د): (ابن).
(٢) في (د): (ابن).
(٣) بيت من الرجز، وتكملته: أنت الجوادُ ابنُ الجوادِ المحمودْ.
قيل: هو لرؤبة بن العجاج، وقد ورد في: ملحق ديوانه: ١٧٢، وفيه أنه مما نُسب إليه، وقد نُسب إليه كذلك في "مجاز القرآن" ١/ ٣٩٩، "الصحاح" ٤/ ١٤٩٦ (سردق).
وقيل: هو لعبد الله الأعور، المُسَمَّى بـ (الكذاب الحرمازي)، وقد ورد في: "كتاب سيبويه": ٢/ ٢٠٣، وفيه: (وقال الراجز من بني الحرماز). ونسبه له ابن قتيبة في "الشعر والشعراء" ٢/ ٦٨٩. كما ذكرته المصادر التالية، مع ذكر الاختلاف في نسبته إليهما "اللسان" ٤/ ١٩٨٨ (سردق)، "المقاصد النحوية" ٤/ ٢١٠، "التصريح" ٢/ ١٦٩، وورد غير منسوب، في "المقتضب" ٤/ ٢٣٢، "الأصول في النحو" ١/ ٣٤٥، "شرح المفصل" ٢/ ٥، "أوضح المسالك" ص ٢٠٠، "منهج السالك" ٣/ ١٤٢.
والشاعر يمدح الحكمَ بن المنذر بن الجارود العَبْدي، أمير البصرة على عهد هشام ابن عبد الملك. والشاهد فيه هنا: أن (ابن) تُعْرَب على أنها مُنادى مضاف، فحقها النصب، ولا تعرب على أنها تابعة للمنعوت، وهو (حكم). و (حكم) يجوز فيها: النصب والرفع؛ لأنه العلم المفرد الموصوف بـ (ابن) المتصلة به، والمضاف إلى علم، يجوز فيه الأمران، إمَّا النصب فعلى الاتباع لحركة الصفة؛ لأنها جُعلت مع (ابن) كأنها اسم واحد لكثرة استعمالها، وكما أضيفت (ابن) إلى ما بعدها، فكذلك جعلوا (حكم) كأنها أضيفت إلى ما بعدها، فكانت كالمنادى المفرد المضاف في هذا البيت. وإمَّا الرفع فعلى النداء؛ لأنها علم، مفرد، معرفة. انظر: "شرح أبيات سيبويه" للنحاس: ١٣٤، "شرح المفصل" ٢/ ٥، "هداية السالك" لمحمد محيي الدين عبد الحميد (مطبوع مع "أوضح المسالك" ٣/ ٨٠.
(٤) جزء من عجز بيت، وتمامه:
ما كعبُ بنُ مامَةَ وابنُ سُعدى ... بأجودَ منك يا عمرُ الجواد
هو لجرير، في: "ديوانه": ١٠٧. وقد ورد في المصادر التالية، ونسبه أكثرها إليه: "الكامل" ١/ ٢٣١، "المقتضب" ٤/ ٢٠٨، "الأصول في النحو" ١/ ٣٦٩، "أمالي ابن الشجري" ٢/ ٤٠، ٣/ ٤٤، "أوضح المسالك" ص ٢٠١، "مغني اللبيب" ٢٨، "المقاصد النحوية" ٤/ ٢٥٤، "منهج السالك" ٣/ ١٤٣، "الهمع" ٣/ ٥٤، "شرح شواهد المغني" ١/ ٥٦، "التصريح" ٢/ ١٦٩، "الخزانة" ٤/ ٤٢٢، ٩/ ٣٩٩، "الدرر اللوامع" ١/ ١٥٣.
والشاعر يمدح عمر بن عبد العزيز رحمه الله. و (كعب بن مامه) من إياد، يُضرب به المثلُ في الجود والإيثار، ومن ذلك: إيثاره رفيقه بالماء على نفسه، ومات هو عطشًا، و (ابن سُعدى): هو: أوس بن حارثة الطائي، يُضرب به المثلُ -كذلك- في الجود والشاهد في البيت -هنا-: أن (الجَوادَ) انتصبت على الاختصاص، بتقدير فعل: (أعني) أو (أخص). وفي الديوان وبعض المصارد وردت (عمرَ) بالفتح، على أنها منادى مبني على الفتح؛ لأنه منعوت بـ (الجواد) المَنصوب. أو مبني على ضم مقدر منع من ظهوره فتح الإتباع؛ أي: أن الموصوف هنا يتبع الصفة في فتح آخرها، وهو مما يجيز الكوفيون الفتح فيه، سواء أكان المنادى موصوفًا بلفظ (ابن) أم لم يكن. انظر: "الأصول في النحو" ١/ ٣٦٩، "أوضح المسالك" ص ٢٠١، "الهمع" ٣/ ٥٤. والأصل فيه أن يكون في المخطوط: (عُمَرَ) بالفتح؛ ليتحقق الشاهد؛ لأن الفارسي أراد أن يقول: إن (الجوادَ) نصبت؛ لا لكونها صفةً لـ (عمرَ) المنصوب، فتبعتها في الإعراب -لأن عنده: المنادَى المعرَّف المفرَد، لا يوصف-، وانما جعلها -في البيت- منصوبة بفعلٍ مُقَدَّرٍ، هو: (أعني).

<<  <  ج: ص:  >  >>