للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مجاهد: (شفاعة حسنة) و (شفاعة سيئة): شفاعة الناس بعضهم لبعض (١).

قال الحسن: ويجوز في الدين أن يشفع فيه، فهو شفاعة حسنة كان له فيها أجران، وإن لم يشفع، لأن الله تعالى يقول: {مَنْ يَشْفَعْ} ولم يقل: (من يُشَفَّع) (٢).

يؤيد (٣) هذا قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اشفعوا تؤجروا" (٤).

وأما الكفل فقال أبو عبيدة والفراء وجميع أهل اللغة: الكفل الحظ، ومنه قوله: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} [الحديد: ٢٨]، معناه: حظَّين (٥).

وقال الزجاج. الكفل في اللغة النصيب، أخذ من قولهم. أكفلت البعير إذا أدرت على سنامه كساءً وركبتُ عليه، وإنما قيل له كفل، واكتفل البعير، لأنه لم يستعمل الظهر كله، إنما استعمل نصيبًا من الظهر (٦).


(١) "تفسيره" ١/ ١٦٧، وأخرجه الطبري ٥/ ١٨٦، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. انظر: "الدر المنثور" ٢/ ٣٣٥.
(٢) أخرجه الطبري ٥/ ١٨٦، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. انظر: "الدر المنثور" ٢/ ٣٣٥.
(٣) كأن هذِه الكلمة في المخطوط: "ويزيد" والصواب ما أثبته. انظر: "الوسيط" ٢/ ٦٤٠.
(٤) الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب: قول الله تعالى: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً} الآية ٧/ ٨٠، ومسلم في كتاب: (٢٦٢٧) البر والصلة، باب: استحباب الشفاعة ولفظه: "اشفعوا فلتؤجروا" الحديث.
(٥) "مجاز القرآن" ١/ ١٣٥، وفسر الكفل بالنصيب، و"معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٨٠.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٨٥، و"تهذيب اللغة" ٤/ ٣١٦٦ (كفل)، و"زاد المسير" ٢/ ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>