للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ}. قال أبو بكر: وهو قول غيره من المفسرين (١): (إن ورق الزيتون يشبه ورق الرمان في الشيوع، وفي أن ورقه يشتمل على الغصن ويستره من أوله إلى آخره، فأحدهما متشابه بالآخر في ورقه غير متشابه في ثمره؛ لأن طعم الزيتون غير طعم الرمان، ويجوز أن يكون التشابه وغير التشابه في كل واحد من الزيتون والرمان، وذلك أن الرمان يشبه بعضه بعضًا في اللون والخِلقة، ثم يختلف الطعم فمنه حلو، ومنه حامض، وكذلك الزيتون)، وهذا قول الفراء (٢)، وقد مر القول في هذا.

وقوله تعالى: {كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ}: أمر إباحة (٣)، ومضى الكلام في الثَّمَر (٤) والثُّمُر.

وقوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}، قال الأزهري (٥): (يريد -والله أعلم-: يوم حَصْدِه).


(١) ومنهم ابن جريج، فقد أخرج الطبري في "تفسيره" ٨/ ٥٢، بسند جيد عنه قال: (متشابهًا في المنظر، وغير متشابه في الطعم) ا. هـ.
وانظر: "تفسير مقاتل" ١/ ٥٩٣، والسمرقندي ١/ ٥١٨، وابن الجوزي ٣/ ٩٤.
(٢) "معاني الفراء" ١/ ٣٥٩، والآية عامة، أي: متشابه في المنظر ومختلف في الطعم، كالنخل متعدد الأنواع والطعم، والرمان منه الحلو والحامض، أو متشابه في الطعم ومختلف في المنظر، والأول أدل على كمال قدرة الله سبحانه وتعالى وإبداع مخلوقاته.
انظر: "معاني الزجاج" ٢/ ٢٩٧، و"معاني النحاس" ٢/ ٥٠٠.
(٣) انظر: "تفسير البغوي" ٣/ ١٩٥، وابن عطية ٥/ ٣٧٠.
(٤) انظر: "البسيط" تفسير سورة البقرة: ٢٦٧.
(٥) "تهذيب اللغة" ٢/ ٨٩٤ (حصد).

<<  <  ج: ص:  >  >>