للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لحقه من سلب الاسمية وإخلاصه للحرفية (١) ما لحق (الكاف)، وهي (التاء) في أنت و (الألف) في قول من قال: قاما أخواك (٢)، و (الواو) في: قاموا إخوتك، و (النون) في: قمن الهندات، ألا ترى أن من قال: (أخواك قاما) كانت الألف عنده علامة الضمير والتثنية، وإذا قال: (قاما أخواكا) كانت الألف مخلصة للدلالة على التثنية مجردة من مذهب الاسمية، لامتناع تقدم المضمر (٣)، وخلو (٤) الفعل من علم الضمير بارتفاع الاسم الظاهر بعده، وكذلك الجمع والتأنيث على هذا القياس (٥)، فلا ينكر أيضا أن تكون (الهاء) و (الياء) في ضربه وضربني على معنى الاسمية، فإذا قلت: (إياه) و (إياي) تجردتا من معنى الاسمية، وخلصتا (٦) لدلالة الحرفية، فاعرف هذا، فإنه من لطيف ما تضمنه هذا الفصل (٧)، وهذا الذي ذكرنا كلام أبي علي وأبي الفتح (٨).

واعلم: أن الضمير ينقسم إلى ثلاثة أقسام (٩): ظاهر منفصل، وظاهر


(١) في (ب): (ولا خلاصة للحرفة).
(٢) في (ج): (أخوك).
(٣) في (ب): (الضمير).
(٤) في (ج): (خلق).
(٥) فصل أبو الفتح هذا بالأمثلة، انظر: "سر صناعة الإعراب" ١/ ٣١٨.
(٦) في (ب): (واخلصا).
(٧) قال أبو الفتح: (... فاعرف هذا، فإنه من لطيف ما تضمنه هذا الفصل وبه كان أبو علي رحمه الله ينتصر لمذهب أبي الحسن ويذب عنه، ولا غاية في جودة الحجاج بعده)، "سر صناعة الإعراب" ١/ ٣١٨.
(٨) انتهى ما نقله عن أبي الفتح من "سر صناعة الإعراب" ١/ ٣١٢ - ٣١٨، وانظر: "الإغفال" ص ٥٠ - ٥٧.
(٩) هذا البحث لا علاقهَ له بتفسير الآية، ومكانه كتب النحو واللغة، وجرى الواحدي في =

<<  <  ج: ص:  >  >>