للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا قول مقاتل (١)، والكلبي، وروي ذلك عن أنس (٢) -رضي الله عنه-.

والنور من صفات الله جل ثناؤه ورد ذلك في الأسماء التسعة والتسعين (٣)، ونطق به القرآن في هذه الآية نصًا.

وفسّره هؤلاء الذين ذكرناهم بالهادي، وحقيقته أن النَّور هو الذي يبيِّن الأشياء وُيري الأبصار حقيقتها (٤)، وعلى هذا المعنى ورد النّور في


= والكرسي والشمس والقمر والنور، وبه استنارت الجنَّة. وكذلك المعنوي يرجع إلى الله، فكتابه نور، وشرعه نور، والإيمان والمعرفة في قلوب رسله وعباده المؤمن نور. فلولا نوره تعالى لتراكمت الظلمات، ولهذا كل محل يفقد نوره فثمَّ الظلمة.
(١) "تفسير مقاتل" ٢/ ٣٨ ب.
(٢) رواه الطبري ١٨/ ١٣٥ من طريق فرقد السجني، عنه قال: إن إلهي يقول: نوري هداي. وإسناد ضعيف لضعف فرقد. انظر: "المغني في الضعفاء" للذهبي ٢/ ٥٠٩ - ٥١٠، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر ٨/ ٢٦٢ - ٢٦٣.
(٣) روى الترمذي في "جامعه" كتاب: الدعوات ٩/ ٤٨٢ عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن لله تسعة وتسعين اسما، من أحصاها دخل الجنة، وهو الله الذي لا إله إلا هو، الرحمن .. النّور". الحديث.
وحديث أبي هريرة رواه البخاري في "صحيحه" كتاب: الدعوات- باب: لله مائة اسم غير واحدة ١١/ ٢١٤ وغيره دون سرد الأسماء.
وقد اختلف العلماء في سرد الأسماء هل هو مرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو مدرج في الخبر من بعض الرواة.
قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" ٢/ ٢٦٩: والذي عوَّل عليه جماعة من الحفاظ أنَّ سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه. كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني، عن زهير بن محمد أنَّه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنَّهم قالوا ذلك، أي أنَّهم جمعوها من القرآن كما روي عن جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبي زيد اللغوي، والله أعلم.
(٤) في "تهذيب اللغة" للأزهري ١٥/ ٢٣٥ (نار): والنور هو الذي .. حقيقتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>