للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بغداد وأنا بها، فكان يقنع بشظف من العيش، وكانت له نفس أبيّة، أخبرت أنه كان ببيت المقدس يطبخ في شقف، وكان مجانبا للسلطان، استدعاه فلم يجبه، وراموا النقص من حاله فلم ينقصوه قلامة ظفر، وله تآليف وشعر، فمن شعره في برّ الوالدين:

لو كان يدري الابن أيّة غصّة ... يتجرّع الأبوان عند فراقه

أمّ تهيج بوجده حيرانة ... وأب يسحّ الدمع من آماقه

يتجرّعان لبينه غصص الرّدى ... ويبوح ما كتماه من أشواقه

لرثى لأمّ سلّ من أحشائها ... وبكى لشيخ هام في آفاقه

ولبدّل الخلق الأبيّ بعطفه ... وجزاهما بالعذب من أخلاقه

وطلبه الأفضل صاحب مصر فأقدمه من الإسكندرية إلى مصر، وألزمه الإقامة بها، وأذكى عليه أن لا يفارقها إلى أن قيّد الأفضل، فصرف إلى الإسكندرية، فرجع بحالته إلى أن توفي بها سنة (٥٢٠) (١).

(١٤٠٩) النسبة: الطرفي، نسبة إلى طَرَفَة: بالتحريك، والفاء، مسجد طرفة: بقرطبة من بلاد الأندلس.

[والمنسوب: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مطرف الكناني، الطرفي.]

قال أبو الوليد الأنديّ: يعرف بالطرفي؛ لأنه كان يلتزم الإمامة بمسجد طرفة بقرطبة، له اختصار من كتاب تفسير القرآن للطبري، وجمع بين الغريب والمشكل لابن قتيبة، وكان من النبلاء الفضلاء، روى عنه أبو القاسم بن صواب (٢).

(١٤١٠) النسبة: الطرقي، نسبة إلى طَرْق: بسكون ثانيه، وفتح أوله، وآخره قاف: قرية من أعمال أصبهان قرب نطنزة كبيرة شبه بلدة، بينها وبين أصبهان عشرون فرسخا"٤٨٠" ينسب إليها جماعة وافرة من أهل الرواية والدراية.

قال أبو عبد الله الدّبيثي في ترجمة

والمنسوب: محمد بن ظفر بن أحمد بن ثابت بن محمد الطّرقي، الأزدي.


(١) معجم البلدان ٤/ ٣٠، ٣١.
(٢) معجم البلدان ٤/ ٣١.

<<  <   >  >>