للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول: اختلف في أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- هل كان قبل البعثة متعبدًا (١)، أي: مكلفًا، من تعبده اتخذه عبدًا؟ فيه مذاهب: قيل: لم يتعبد بشيء من الشرائع (٢).

وقيل: تعبد، وعلى هذا، فقيل: شرع نوح، وقيل: إبراهيم، وقيل: موسي، وقيل: عيسى (٣)، وقيل: بما ثبت أنه شرع (٤).


(١) أولًا لم يكن نبينا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل البعثة على ما كان عليه قومه عند أئمة الإسلام، قال الإمام أحمد رحمه اللَّه: "من زعمه فقول سوء" ونقل عن ابن عقيل قوله: "ولم يكن على دين قومه قبل البعثة بل، ولد مسلمًا مؤمنًا نبيًا صالحًا".
راجع: المسودة: ص/ ١٨٢، المدخل إلى مذهب أحمد: ص/ ١٣٤، والعدة: ٣/ ٧٦٦.
(٢) ونقله القاضي أبو بكر عن جهور المتكلمين، وعلى هذا فانتفاؤه بالعقل عند المعتزلة لما فيه من التنفير عنه، وشرعًا عند الباقلاني، والرازي، وغيرهما إذ لو كان لنقل، ولتداولته الألسنة.
راجع: المعتمد: ٢/ ٣٣٦، والمحصول: ١/ ق/ ٣/ ٣٩٧، والإحكام للآمدي: ٣/ ١٩٠، والمسودة؛ ص/ ١٨٢، ١٨٣، وكشف الأسرار: ٣/ ٢١٢، وإرشاد الفحول: ص/ ٢٣٩.
(٣) واختاره ابن عقيل، والبغوي، والمجد بن تيمية، وابن كثير، وغيرهم.
راجع: العدة: ٣/ ٧٥٧، والمسودة: ص/ ١٨٢، ومختصر البعلي: ص/ ١٦١، والمحلي على جمع الجوامع: ٢/ ٣٥٢، والمدخل إلى مذهب أحمد: ص/ ١٣٤، وشرح الكوكب المنير: ٤/ ٤١٠.
(٤) يعني من غير تعيين لأحد منهم بعينه، واختاره كثير من الحنابلة، وابن عبد الشكور، والكمال بن الهمام.
راجع: العدة: ٣/ ٧٥٦، ٧٦٦، والمسودة: ص/ ١٨٣، وفواتح الرحموت: ٢/ ١٨٣، مع مسلم الثبوت، وتيسير التحرير: ٣/ ١٢٩، وتخريج الفروع على الأصول: ص/ ٣٦٩، وشرح العضد: ٢/ ٢٨٦، وكشف الأسرار: ٣/ ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>