للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يديه، فقال لها: ما اسمك؟ فقالت: الخروب. فقال: لأي شيء؟ فقالت: لخراب هذا البيت. فقال: عَمِّ عن الجن موتي حتى يعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب، فنحتها عصا فتوكأ عليها حولًا " يعلمون فسقطت، فعلمت الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب، فنظروا مقدار ذلك فوجدوه (سنة) (١) فشكرت الجن الأرضة (٢).

فالمعنى تبين أمر الجن. وفي مصحف ابن مسعود: (تبينت (الإنس) (٣) أن لو كان (الجن) (٤) يعلمون الغيب)، ومن قرأ: (تُبُيِّنَتِ الجن) أراد: تبينت الإنس الجن (٥).

وقوله: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ} يريد: اليهود. قال عطاء: كانت الشياطين تسترق السمع، وتلحق بذلك حديثًا كثيرًا. وقيل: صنعوا سحرًا ودفنوه تحت قوائم سريره، فلما مات سليمان أظهروه، قالوا: إنما نال الملك بالسحر، فأكذبهم الله بقوله: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ}.

وقال ابن عباس: كان آصف كاتب سليمان، وكان يعلم الاسم، فكان يكتب على كل شيء يأمر به سليمان، ويدفنه تحت كرسيه، فلما مات سليمان أخرجته الشياطين، فكتبوا بين كل سطرين سحرًا وكفرًا وكذبًا، وقالوا: هذا الذي كان يعمل به سليمان. فأكفره الجهال وسبوه ووقف العلماء، فلم يزل جهالهم يسبونه حتى أنزل الله الآية على نبيه (٦).


(١) وقعت كلمة: (سنة) في الأصل قبل: (فنظروا).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" ١٠/ ٣٥٨ (٢٨٧٧٧).
(٣) في الأصل: (الإنس والجن)، وفي (ص ١): (الجن والإنس)، والمثبت من (معاني القرآن" للنحاس و"المحتسب" ٢/ ١٨٨.
(٤) من (ص ١).
(٥) انظر: "معاني القرآن" للنحاس ٥/ ٤٠٤ - ٤٠٥.
(٦) رواه النسائي في "الكبرى" ٦/ ٢٨٨ (١٠٩٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>