فقال لها: ومن يأكله؟ فلم يأكل منه شيئًا يعني ببيت صالح ولده.
وقال أبو بكر المَرُّوذي: قال لي ونحن في موضع: (وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم) ثم قال: قد سكنا ونحن فيها، فأرسل من يشتري له أبزارًا للقدر بثلاثة دراهم، وأبزارًا أيضًا بقطعة أخرى على حدة، وقال: لا تخلطه. فاختلط فجاء به إليه فأخبره أنه اختلط، فقال: رده وخذ القطع. فرده وأخذ القطع فطرحها في دراهم الجارية لما اشتبه عليه.
وأعطى رجلًا يومًا قطعة فقال: اشتر لي بها باقلاء وماءه، وأعطت الرجلَ جاريتُه حُسن قطعة فقالت: اشتر لي بها أيضًا باقلاء، فقال: اشتر للصبيان زيتًا وباقلاء، ففضل حبة أو حبتان من قطع الصبيان، فقلت لصاحب الباقلاء: أعطني به زيتًا فصبه على الباقلاء الذي أخذه لأحمد، فلما جاء به وضعه بين يديه، فنظر أثر الزيت، فقال: من أين هذا؟ فقال: فضل من قطع الصبيان حبة، فصببت لك بها زيتًا. فقال: من أمرك بهذا، ارفع، ولم يأكله.
وقال مرة لإِسحاق النيسابوري: خذ من أم علي ما تعطيك، وأم علي بنت أحمد بن حنبل، فجاءها إسحاق فأعطته دجاجة، وقالت: إن أبي يريد أن يحتجم وليس معه شيء، فقال: أعطيه الدجاجة يبيعها فإني محتاج إلى الحجامة، فأعطي إسحاق بها درهمًا ودانقين، فردها ولم يبعها، فلما صار إلى القنطرة فإذا عبد الله جالس في دكان، فدعا إسحاق وقال: أي شيء هذا؟ فقال إسحاق: أعطتني أم علي أبيعها، فقال: كم أعطيت بها؟ فقال: درهم ودانقين، فقال: بعنيها بدرهم ونصف، فأعطاه درهمًا ونصفًا وأخذها منه، فلما صار إلى أحمد قالت أم علي: بعتها بكم؟ قال: بدرهم ونصف، فقالت: يسير، فقال: أعطوني درهمًا ودانقين في السوق، فقال أحمد: ممن بعتها؟ قال له: من عبد الله فأخذ الثمن من أم علي، وقال: ارددها. فجاء إلى عبد الله فقال له: ردها فقد صاح علي أبوك، قال: فلم قلت له؟ فردها.
وكانت لأم عبد الله بن أحمد دار في الدرب يأخذ منها درهمًا بحق ميراثه،