للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ابن العماد (١): سمع الصَّرِيْفيني ومَنْ بعده. قال أبو سعد: حافظٌ متقِنٌ، كثير السماع، وقال ابن رجب: ولد في رجب سنة اثنتين وسين وأربع مئة، وسمع الكثير من خلق كثير، وكتب بخطه الكثير، وسمع العالي والنازل، حتى إنه قرأ على ابن الطُّيُوري جميع ما عنده.

قال ابن ناصر عنه: كان بقيةَ الشيوخ، وكان ثقةً، ولم يتزوج قطُّ.

وقال الحافظ أبو موسى المَدِيني في "معجمه": هو حافظُ عصرِهِ ببغداد.

وذكره ابن السّمعاني فقال: حافظٌ ثقةٌ، متقنٌ واسع الرواية، دائم البِشْر، سريعُ الدمعة عند الذكر، حسن المعاشرة، جَمَع الفوائد، وخرَّج التخاريج، لعله ما بقي جزء مروي إلا وقد قرأه، وكان متفرغًا للتحديث، إما أن يقرأ عليه، أو ينسخ.

وذكره تلميذه ابن الجوزي في عدةٍ مواضع من كتبه، "كمشيخته"، و"طبقات الأصحاب المختصرة"، و"التاريخ"، و"صفة الصفوة"، و"صيد الخاطر"، وأثنى عليه كثيرًا وقال: كان ثقةً ثبتًا، ذا دينٍ وورعً، وكنت أقرأ عليه الحديث وهو يبكي، فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتي بروايته، وكان على طريقة السلف، وانتفعت به ما لم أنتفع بغيره، ودخلت عليه في مرضه وقد بلي، وذهب لحمه، وما رأينا في ماشيخ الحديث أكثر سماعًا منه، ولا أكثر كتابةً، للحديث منه مع المعرفة به، ولا أصبر على الإِقراء، ولا أكثر دمعةً وبكاءً، مع دوام البِشْر وحُسنِ اللقاء، وكان لا يُغْتَابُ أحدٌ عنده، وكان سهلًا في إعارة الأجزاء لا يتوقف. توفي يوم الخميس حادي عشر المحرم، سنة ثمانٍ وثلاثين وخمس مئة، ودفن من الغد بالشُّوْنِيزِيَّة، وهي مقبرة أبي القاسم الجُنَيْد، غربي بغداد. انتهى.

وذكره ياقوت في "معجم البلدان"، وابن رجب (٢) وغيرهما.


(١) شذرات الذهب: ٤/ ١١٦.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة: ١/ ٢٠١.