الأطول أبو بكر- أبقاه [الله] لما له من جميل الرأي، وجليل السعي- أن يكون هذا الكتاب مشرفاً برفعه إلى أسمى المَحَالّ وأعلاها، وتطريزه، باسم من تطرزت به السيادة فراقت حُلاها، وهو نجل الشرف الذي ثبت أصله في قرارة السّناء، وسما فرعه في دوحة العلياء، ونجم الفخار الذي يطأ بأخمصه قمة السماك ومنكب الجوزاء، شخص النفاسة، وشمس الرئاسة، ذو الوزارتين/ الهمام الأسعد، السيد الأوحد الأمجد، متلقي راية المفاخر بيمينه، المتألق نور الحسب الوضاح في جبينه، قطب المكارم، أبو القاسم بن ذي الوزارتين الشريفتين، والرئاستين المُنيفتين، علم الأعلام، ومُساجل الغَمّام وجمال الدول والأيام، وحامي حمى الحق والحقيقة بالعزم والحسام، وحائز الفخر الباهر الكمال والتمام، ركن الاستناد والأوي، وكهف الشرف الباذخ القُضَاعِيّ، وكعبة السماح التي إليها إعمال المطي، وحُجَّة العز الماثل والمجد العلي - أبي علي حرس الله وجودهم الذي تبأى به المحامد، وكافأ جودهم الذي يعجز عن مكافأته الشاكر والحامد، وأبقاهم للعلم يرفعون علمه ومناره، ويجمعون منتقاه ومختاره، ويُعِزُّون من اقتفى آثاره، أو كانت عنده منه أثارة، فعملت بالرأي الأرشد في رفعه إلى محلهم العالي، وشرفته بنسبته إلى سيد تزهى به المآثر والمعالي، فصار باسمهم المُرَفْع مجموعاً، ولخزانتهم الجليلة مرفوعاً، وكأن الذخر الأنفس سيق إلى مستحقه، وملكه من يعترف الفضل بأنه مالك رقه، وتشرف بذلك المؤلف والتأليف، واعتر المجموع الغريب والتصنيف، وعندما كمل المقصد، وأن إن يُتَاحَفَ به السيد الأسعد، انتقيت له اسماً يوافق المسمى، وينطق بانتخابه للمحل الأسمى، فسميته:" تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح".
وإني لأرجو فيه أن يحل محل القبول والاستحسان، ويُرتضى منه صواب المقول في علم اللسان، إن شاء الله تعالى.