الأمة. أما إبراهيم فهو يمثل - وعلى انحرافه عن الطريق السليم - الجيل الذي احتك وعايش المجتمع الأوربي في الجزائر حيث كان في حيرة من أمره. فكل ما تعلمه منذ الصغر وإن كان غائصا في أعماقه، فإن ما يطفو على السطح لا يتناسب مع أحاسيسه العميقة. إنه الفرع الذي يعانيه كل امرئ غير مقتنع بعقيدته ومقوماته الأخلاقية. لكنه استدرك الأمر، وأدى إبراهيم فريضة الحج.
والقارئ المتأمل في سيرة إبراهيم، يجد أنه مهما حاد المؤمن عن سواء السبيل، فإن إخلاصه لذكريات ما - عائلية كانت أم فكرية - يمثل غرسا للفرد وعودة للهداية من طال زيغه. ألقى بن نبي التفاتة إلى النشء المتمثل في شخصية هادي. هذه الشريحة من المجتمع التي ما فتئ بن نبي ينادي بأن تكون بمثابة رأس الحربة في كل عمل نهضوي. ففي كتابه (شروط النهضة) خص الجيل الصاعد بفصل تطرق فيه إلى دور الكشافة، وما يمكن أن تقوم به من عملية إحياء لدور الجيل الناشئ.
لقد عايش بن نبي إرهاصات ثورة التحرير، وأدرك أن من قاموا بثورة الجزائر الخالدة، والصحوة التي