ولذكر هذه الأحداث، فإن بن نبي لم يكن يسعى لأن يكون مفكرا، يدرس مشكلات مجتمعه وينظر لها، بقدر ما كان ساعيا لأن يكون (كاتب قصة)، - كما صرح بذلك لابنه الروحي السيد عمر كامل مسقاوي كما كان يناديه - ولكنه أبى أن يكون كذلك، (لأنه كان صاحب قضية يدافع عنها).
إن الأستاذ عمر مسقاوي لم يدخر أي جهد في إيصال الأمانة - الأفكار - إلى أصحابها وذلك منذ نصف قرن، فلقد كانت - ومازالت - قضيته بعد وفاة أبيه الروحي بن نبي. فإذا لم يسمح الاستعمار يوما لبن نبي بمزاولة دراسة القانون في فرنسة، فإن تبليغ الأمانة لم يسمح أيضا للأستاذ مسقاوي بمزاولة دراسته العليا يوما بفرنسة. لذلك يحسن بنا أن نقول: إنه إذا شاء الله بمفكر أو بأفكار خيرا فليرسل إليهم الأستاذ عمر كامل مسقاوي.
فهل نتوانى نحن في الدفاع عن قضيتنا، ولا نسعى للنهوض بأمتنا إلى الأمام وإن كثرت الصعاب؟. أنركن إلى الكسل وإلى الهوان، ننتظر ونحيا حياة الحجر؟.
إذا كان إبراهيم السكير قد تاب وعاد إلى التشمير عن سواعده، ليباشر العمل في حمام يبيع