مغامرة الحاج التونسي الذي منع من الحج فهي حقيقة قد شغلت الصحافة التونسية آنذاك.
وإذا كانت هذه التفاصيل المادية للأحداث معروفة لدي بمنتهى الإتقان، فليست بالمثل فيما يتعلق بمجراها العاطفي والروحي.
فقد أسيت كثيرا عندما حاولت اكتشاف الأشخاص في مرحلة خاصة من حياتهم، بينما لم أستطع اكتشافهم في الوقت القصير الذي خصصته لهم أي حوالي الشهر. ومع هذا، فقد خالجني شعور حسبما هو متعارف عليه، بأن التلقائية كانت تنقصهم.
وحقيقة فإذ هذا راجع إلى وضع آخر أي الإطار المتفق عليه في الحج الذي يتحرك فيه إبراهيم والهادي، وخصوصا إذا كان تجمع حجاجي فوق المركب يبدو غير متحرك وكأنه متكون من جسم واحد وليس من أفراد مختلفين، فإن هذا يرجع إلى الإطار حيث الأشكال والأفكار والمشاعر متقاربة بعض الشيء. ولم تكن لي النية بصورة سطحية على الأقل أن أنظر في روح المجموعة ما عدا شخصيتي إبراهيم والهادي، ولكن كان علي أن أتمعن في هيئتهم الأكثر