للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عبد الله بن الإمام أحمد، في سؤاله لوالده رضي الله عنهما، حيث قال سألت أبي عن أرواح الموتى أفتكون في أفنية قبورها أم هي في حواصل طير؟ أم تموتُ كما تموتُ الأجساد؟ قال: رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "نسمة المؤمن إذا مات طائرٌ يُعلق في شجر الجنة، حتى يُرجعَه اللهُ إلى جسده يوم يبعثه" (١).

وحكى القول الذي هو: أن أرواح الموتى في أفنية قبورها ابن حزم، عن عامة أهل الحديث، ورجّحه ابن عبد البرِّ. وقال مجاهد: الأرواح على القبور سبعةَ أيام، من يوم دَفن الميت لا تفارقه، ذلك واستدل هو وغيره بحديث ابن عُمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، "إذا مات أحدُكم عُرضَ عليه مقعَدُه بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة، فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار، فمِنْ أهل النار، يُقالُ له هذا مقعدُك حتى يَبعثَك الله" (٢).

فهذا يدلّ على أن الأرواح ليست في الجنّة، وإنما تُعرض عليها بكرة وعشيّا.

واحتج ابن عبد البر أيضًا: بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، حين خَرج إلى المقبرة فقال: "السلامُ عليكم دارَ قوم مؤمنين" (٣)، قال: فهذا يدل على


(١) تقدم تخريجه ص ٢٩٨ ت (٢)، ٣٢٩ ت (٣)، ٣٤٦.
(٢) مسلم ٤/ ٢١٩٩ (٢٨٦٦).
(٣) أحمد ٦/ ٧٦، و ٦/ ١١١ من طريق القاسم عن عائشة وأحمد ٦/ ٧١، وابن ماجه ١٥٤٦، والنسائي ٧/ ٧٥ من طريق عبد الله بن عامر بن ربيعة عن عائشة.