للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أن الأرواح بأفنية القبور، لكنه رُجح بأنّ أرواح الشهداء فى الجنة وما عداهم على أفنية قبورها كما ذكرنا (١)، وَردّ الإمام المحقق على عموم هذا، يَعني كونُ الأرواح على أفنية القبور، حيثُ قال: إن أراد أنها تكون على أفنية قبورها، أي: هذا الأمر لازم لها لا تفارق أفنية القُبور أبدًا، فهذا خطأ يردّه نصوص الكتاب والسنة، من وجوه كثيرة، وإن أراد أنّها تكون على أفنية القبورِ وَقْتاً من الأوقات أو لها إشراق على قُبورها، وهي في مقرها، فهذا حقّ لكن: لا يُقال مستقرها أفنيةُ القُبور، وذكرَ المحقِّق شُبَه من قال بذلك، ثم ردها بأنَّ عَرْض مقعد الميت عليه من الجنة أو النار لا يدل على أن الروح في القبر، ولا على فنائه دائمًا من جميع الوجوه، بل لها إشراق واتصالٌ بالقبر وفنائه، وذلك القدرُ منها يُعرض عليه مقعده، فإن للروح شأناً آخر يكون في الرفيق الأعلى في أعلى عليين، ولها اْتصال بالبدن، بحيث (٢) إذا سلم المسلم على الميت رُدَّ عليه روحه، فيردُّ عليه السلام. قال: وإنما يغلط أكثر الناس في هذا الموضع، بحيث يعتقد أن الروحَ من جنس ما يعهد من الأجسام التي إذا شغلت مكانًا، لم يمكن أن تكونَ في غيره، وهذا غلط محض، بل الروح تكونُ فوق السموات في علّيّين، فترد إلى القبر، وترد السلام، وتعلم بالمسلم وهي، في مكانها هناك.


(١) "أهوال القبور" ص ١٨٧: ١٩٠.
(٢) في الأصل حاشية، لعله: ما يعتقد وما أثبت من كتاب "الروح" ص ١٠١.