للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال: وروحُ نبينا - صلى الله عليه وسلم - في الرفيق الأعلى دائمًا، ويردها الله سُبحانه إلى القبر، فيردّ السلام على من سلّم عليه، ويسمع كلامه، وقد رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، موسى قائمًا يصلي في قبره، وراءه في السماء السادسة أو السابعة، فإما أن تكون سريعة الحركة والانتقال كلمح البصر، وإما أن تكون متصلة بالقبر وفنائه، بمنزلة شعاع الشمس وجرمها في السّماء إلى أن قال: وأما السلام على أهل القبور وخطابهم فلا يدلّ على أنّ أرواحهم ليست في الجنة، وإنها على أفنية قبورها، فهذا سيّدُ العالم - صلى الله عليه وسلم -، الذي روحه في أعلى عليين مع الرفيق الأعلى، نسلم عليه عند قبره، فيسمع سلام المسلم. اْنتهى.

وذكر نحوه تلميذه الحافظ ابن رجب، وقال تبعًا له: ويشهد لذلك الأحاديث المرفوعة والموقوفة.

وذكر عن أبي الدارداء وعبد الله بن عَمرو بن العاص، في أن النائم يُعرجُ بروحه إلى العرش مع تعلقها ببدنه، وسرعة عودها إليه عند اْستيقاظه، فأرواح الموتى المتجردة عن أبدانهم أولى بعروجها إلى السماء وعودها إلى القبر في مثل تلك السرعة اْستدل الخصم بحديث البراء بن عازب، حيث قال فيه في صفة قبض روح المؤمن، " .. فإذا اْنتهى إلى العرش، كتُب كِتَابهُ في عليين، ويقول الرّبّ عز وجل: رُدّوا عبدي إلى مضجعه، فإني وعدتهم أنّي منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى، فيُرد إلى مضجعه. الحديث. وقال في روح الكافر: فيُصعد بها إلى السماء فَتُغلقُ دونه، فيقول الرّبّ: