للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رُدّوا عبَدي إلى مضجعه، فإنّي وعدتهم أني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخُرجُهم تارة أخرى".

وفي لفظ: "رُدُّوا روح عبدي إلى الأرض، فإني وعدتهم أن أرُدَّهم فيها"، ثمّ قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ} [طه: ٥٥] الآية (١).

وهذا يدل على أنّ أرواح المؤمنين تستقر في الأرض، ولا تعود إلى السّماء بعد عرضها ونزولها إلى الأرض. قال الحافظ: لكن حديث البراء وحده لا يعارض الأحاديث المتقدمة في أنّ الأرواح في الجنة لاسيمّا الشهداء.

وأخرج أبو يعلى في مسنده، وابن أبي الدنيا من طريق يزيد الرقاشي، عن أنس، عن تميمٍ الداري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يقولُ الله لملك الموت: اْنطلق إلى وَليِ فأْتني به، قد جَرّبتُه بالسَّرَّاء والضّرّاءِ فوجدته حيث أحب، فأْتني به لأريحه من هموم الدنيا وغمومها، فينطلق إليه ملك الموت، ومعه خمسمائة من الملائكة، معهم أكفان وحنوط من الجنة، ومعهم ضبائر الريحان" (٢) والضبائر: بضاد معجمة وباء مُوحدة آخره راء هي الجماعات، واحدتها: ضِبارة بكسر أوّله مثل عِمارة، وكل مجتمع ضبارة قاله في النهاية (٣).

قال في الحديث لا أصل الريحانة واحد وفي رأسها عشرون لونًا لكل


(١) انظرص (٣٦٥) ت (٤).
(٢) هذا الحديث الطويل سيأخذ عدة صفحات وهو حديث منكر كما سيأتي الكلام عليه.
(٣) "النهاية في غريب الحديث" ٣/ ٧١ - ٧٢.