للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لون منها ريح سوى ريح صاحبه، ومعهم الحرير الأبيض فيه المسك الأذفر، فيجلس ملك الموت عند رأسه وتحتوشه الملائكة، ويضع كُل ملك منهم يده على عضو من أعضائه، ويبسط ذلك الحرير الأبيض، والمسك الأذفر تحت ذقنه، ويُفتح لهُ باب إلى الجنة، قال: فإن نفسه لتُعلَّل عند ذلك بُطُرف الجنة"، وهو بضم الطاء المهملة، وضم الراء وفاء: جمع طُرفة المستحدث من المال كالطريف، والطارف وهو خلاف التليد والتالد، قاله السيوطي، "مرّة بأزواجها" يَعني أزواج الجنة، "ومرّة بكسوتها ومزة بثمارها، كما يُعلل الصَبيَّ أهلُهُ إذا بكا، وإنَّ أزواجه ليبتهشنَّ عند ذلك ابتهاشاً".

قال في النهاية: يُقالَ للإنسان إذا نظر إلى شيء فأعجبه واشتهاه وأسع نحوه، قد بَهش إليه (١).

وفي الصحاح: بهش (٢) إليه يبهش بهشًا إذا اْرتاح له وخف إليه. انتهى "وتنزُو الروح نَزوا" أي تُسرع وتشبُ كما في الصّحاح (٣). ويقول ملك الموت: اخرجي أيتها الروح الطيبة، إلى سِدر مخضود، وطلح منضود، وظل ممدود، وماء مسكوب" قال: "ولمَلك الموت أشد تلطفاً به من الوالدة بولدها، يَعرف أن ذلك الروح حبيب إلى ربه، كريم على الله، فهو يلتمس بلطفه بتلك الروح رضى الله عنه، فَتُسَل روحه كما تسل الشعرة من العجين. قال: وإنّ روحه لتخرُجُ والملائكة حوله يقولون: {سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: ٣٢]


(١) "النهاية في غريب الحديث" ١/ ١٦٦.
(٢) "الصحاح" ٣/ ٩٩٦ مادة [بهش].
(٣) "الصحاح" ٦/ ٢٥٠٧ مادة [نزا].