للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وذلك قول {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ} قال: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (٨٩)} [الواقعة: ٨٨ - ٨٩] قال: روْحٌ من جهة الموت وريَحان يتلقى به عند خروج نفسه، وجنّة نعيم أمامه، أو قال مقابله فإذا قبضَ ملك الموت روحه يقول الروحُ للجسد: جزاك الله خيرا، لقد كنت بي سريعًا إلى طاعة الله بطيئًا عن معصيته، فهنيئًا لك اليوم، فقد نجوت وانجعت، ويقول الجسد للروح مثل ذلك قال وتبكي عليه بقاع الأرض التي كان يطيعُ اللهَ عليها، وكلّ باب من السّماء كان يصعد منه عمله، وينزل منه رزقه أربعين ليلة فإذا قَبضت الملائكة روحه أقامت الخمسمائة ملك عند جسده، لا يقلّبه بَنوا آدم لشق، إلا قلبته الملائكة قبلهم وَعَلَته بكفانٍ قبل أكفانهم، وحنوطٍ قبل حنوطهم، ويقوم من باب بيته إلى باب قبره صفان من الملائكة، يستقبلونه بالاستغفار وَيصيحُ إبليسُ عند ذلك صيحةَ يتصدع منها بعض عظام جسده، ويقول لجنوده: الويلُ لكم كيف خلص هذا العبد منكم؟ فيقولون: إن هذا كان معصوماً، فإذا صَعَد ملك الموت بروحه إلى السماء، يستقبله جبريل في سبعين ألفاً من الملائكة، كلهم يأتيه ببشارة من ربه، فإذا انتهى ملك الموت إلى العرش خرّت الروحُ ساجدة لربها، فيقول الله لملك الموت اْنطلق بروح عبدي، وضعه في سدر مخضود، وطلح منضود، وظلّ ممدود وماء مسكوب، فإذا وُضع في قبره جاءت الصلاة، فكانت عن يمينه وجاء الصيام، فكان عن يساره، وجاء القرآن والذكر فكانا عند رأسه، وجاء مشيه للصلوات،